يوم جديد
الدم قبل النوم
نلبسه رداء
والدم صار ماء
يراق كل يوم !
شعر..أمل دنقل
قصيدة..الموت في الفراش
" في الحياة العادية حين يتشابك الناس ويتضاربون ليس هذا بضرب ، فاحساس المضروب أن باستطاعته أن يرد الضربة يخفف كثيرا من وقع ما يتلقاه ، والألم الذي ينتج عنها يتبخر في الحال ويستحيل الى حافز يدفع صاحبه للهجوم والانقضاض . بالاختصار أنت لا تشعر بالضرب حين تكون حرا أن ترده ..أنت تشعر به هناك حين يكون عليك فقط أن تتلقاه ولا حرية لك ولا حق ولا قدرة لديك على رده..هناك تجرب الاحساس الحقيقي بالضرب ، بألم الضرب ، لا مجرد الألم الموضعي للضربة أو الألم العام الناتج عنها ، انما بألم آخر مصاحب ..أبشع..أقوى ، ألم الاهانة . حين تحس أن كل ضربة توجه الى جزء من جسدك توجه معها ضربة أخرى الى كيانك كله ، الى احساسك وكرامتك كانسان . "
جزء من رواية (العسكري الأسود ) لـ (د.يوسف ادريس) يقفز الى ذاكرتي في هذه الأيام .
١٦/١/٢٠٠٩
١٢/١/٢٠٠٩
أزمتهم وأزمتنا
يوم جديد
يا تلاميذ غزةٍ لا تبالوا
باذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا..اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا
نحن أهل الحساب
والجمع والطرح
فخوضوا حروبكم واتركونا
ﺇننا الهاربون من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا
ويتامى لا يملكون عيونا
شعر..نزار قباني
قصيدة..الغاضبون
من بين كل مشاهد القتل والخراب المتكررة التي تأتينا كل لحظة من غزة ، هل هناك جديد سوى أعداد الشهداء والمصابين التي تتزايد – بشكل مفزع- كل يوم ؟
ربما..هذه المرة لم تعقد قمة عربية يجتمع فيها القادة العرب ، ليمطروا الشاشات والصحف بعبارات الشجب واﻹدانة والاستنكار والرفض (من حسن حظهم أن اللغة العربية لغة ثرية جدا وبها كثير من المفردات لنفس المعنى) ، كانوا أكثر صراحة مع أنفسهم هذه المرة ، واعترفوا – ضمنا – بعدم جدوى هذه القمم . ربما الجديد أيضا ، هو كم الهجوم الذي يصب على المقاوم (حماس) وعلى حزب الله وﺇيران ، بما يكاد يوازي أو يزيد على ما يوجه ﻹسرائيل ..وهذه المحاولات (المريبة) لتصوير هؤلاء على أنهم أشد خطرا من ﺇسرائيل .
لكن أمام كل ما يجري في غزة ماذا فعلنا ؟
أتحدث هنا عن مصر ، فهي التي تعنيني ، ولا شأن لي بالدول العربية الأخرى ، لا بموقفها من العدوان ، ولا بالاتهامات التي كالتها لمصر ، وكما كتب الأستاذ (محمد حسنين هيكل) من قبل فان تصوير القضية الفلسطينية كان خاطئا منذ بداية الأزمة ، فهي ﺇن كانت بالنسبة لدول عربية أخرى بلدا شقيقا في العروبة واﻹسلام ، فهي بالنسبة لمصر بلدة جوار تفصلنا عنها حدود ، وقضيتها هي قضية (أمن قومي مصري) ، وﺇذن فنحن منغمسون في القضية شئنا أم أبينا . والقتلى الفلسطينيين ليسوا مجرد شهداء في بقعة من الدنيا نترحم عليهم ، ونحزن لما يجري فيهم ، ثم نواصل حياتنا العادية ، بل ﺇن دماءهم تتناثر علينا ، ومصابيهم يعالجون في مستشفياتنا (ليس بدافع الأخوة ولكن لأنها الأقرب مكانا ) ،وأظن الضابط المصري الذي قتل على الحدود ليس ببعيد ، ولا الضابطين والطفلين الذين أصابتهم شظايا صواريخ ﺇسرائيلية في رفح المصرية . وبالتالي فتخاذل النظام المصري في فتح المعبر ، وفي القيام بأي ضغط سياسي على ﺇسرائيل لا يؤثر فقط على ﺇخواننا في فلسطين ، بل ينسحب علينا في مصر ، ومن المؤسف أن دولة من خارج المنطقة ، غير عربية وغير مسلمة ، كفنزويلا تقوم بطرد سفير ﺇسرائيل من أراضيها كاحتجاج (ﺇنساني) ، ولا يكون التحرك المصري على نفس المستوى ،والأسوأ أن يصدر في نفس الوقت حكم قضائي ثان بعدم شرعية تصدير الغازﻹسرائيل ، ويضرب به عرض الحائط .
باختصار..
*النظام المصري قد لا يسعده ما يجري في غزة ، لكنه غير مستعد للتضحية بالصداقة اﻹسرائيلية – الأمريكية وخسارة صفقات مثل تصدير الغاز من أجل ﺇنقاذ الموقف .
*النظام في الوقت نفسه ، سيرتاح لسقوط حماس ، ويستغل الفرصة لشن الهجوم عليها وعلى التيار اﻹسلامي عموما ، ومنه اﻹخوان في مصر ، وهو يقدم نفسه للعالم على أنه المنقذ من خطر هذا التيار، وهو ولو كان لن يشارك في الاعتداء عليها ، لكن لن ينهض بكل قوته لتخليصها .
*الحكومة المصرية لا تلقي بالا بأي ضغط شعبي ، أو بالرأي العام ، ﺇضافة ﺇلى أنه ضغط غير منظم وعفوي ومؤقت ، سوف تتعامل معه ﺇما بالتجاهل ، أو بالتشديد الأمني واعتقال المتظاهرين ، وبعض تصريحات التهدئة (وتبدو المفارقة بين قادة ﺇسرائيل الذين يروجون للعدوان على أنه تأمين لمواطنيهم لكسب أصواتهم في الانتخابات القريبة بينما لا تمثل أصوات المواطنين لدينا لا في الانتخابات ولا في المظاهرات قيمة تذكر ! )
*كل ما هو متوقع من الدبلوماسية المصرية هو اتفاقات (ودية) مع الجانب اﻹسرائيلي من أجل (تخفيف) العدوان أو (السماح) بدخول مساعدات أو اﻹسراع بانهاء العمليات ولن تستجيب لها ﺇسرائيل ﺇلا بعد تحقيق أهدافها وفرضها على الأرض .
*لا يبدو واضحا لدى كثيرين أن الدولة الصهيونية التي تزداد قوة وغطرسة وتنكيلا بأعدائها ، ذات الميول التوسعية ، لا توجد في المريخ ولكن على حدودنا !
يا تلاميذ غزةٍ لا تبالوا
باذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا..اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا
نحن أهل الحساب
والجمع والطرح
فخوضوا حروبكم واتركونا
ﺇننا الهاربون من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا
ويتامى لا يملكون عيونا
شعر..نزار قباني
قصيدة..الغاضبون
من بين كل مشاهد القتل والخراب المتكررة التي تأتينا كل لحظة من غزة ، هل هناك جديد سوى أعداد الشهداء والمصابين التي تتزايد – بشكل مفزع- كل يوم ؟
ربما..هذه المرة لم تعقد قمة عربية يجتمع فيها القادة العرب ، ليمطروا الشاشات والصحف بعبارات الشجب واﻹدانة والاستنكار والرفض (من حسن حظهم أن اللغة العربية لغة ثرية جدا وبها كثير من المفردات لنفس المعنى) ، كانوا أكثر صراحة مع أنفسهم هذه المرة ، واعترفوا – ضمنا – بعدم جدوى هذه القمم . ربما الجديد أيضا ، هو كم الهجوم الذي يصب على المقاوم (حماس) وعلى حزب الله وﺇيران ، بما يكاد يوازي أو يزيد على ما يوجه ﻹسرائيل ..وهذه المحاولات (المريبة) لتصوير هؤلاء على أنهم أشد خطرا من ﺇسرائيل .
لكن أمام كل ما يجري في غزة ماذا فعلنا ؟
أتحدث هنا عن مصر ، فهي التي تعنيني ، ولا شأن لي بالدول العربية الأخرى ، لا بموقفها من العدوان ، ولا بالاتهامات التي كالتها لمصر ، وكما كتب الأستاذ (محمد حسنين هيكل) من قبل فان تصوير القضية الفلسطينية كان خاطئا منذ بداية الأزمة ، فهي ﺇن كانت بالنسبة لدول عربية أخرى بلدا شقيقا في العروبة واﻹسلام ، فهي بالنسبة لمصر بلدة جوار تفصلنا عنها حدود ، وقضيتها هي قضية (أمن قومي مصري) ، وﺇذن فنحن منغمسون في القضية شئنا أم أبينا . والقتلى الفلسطينيين ليسوا مجرد شهداء في بقعة من الدنيا نترحم عليهم ، ونحزن لما يجري فيهم ، ثم نواصل حياتنا العادية ، بل ﺇن دماءهم تتناثر علينا ، ومصابيهم يعالجون في مستشفياتنا (ليس بدافع الأخوة ولكن لأنها الأقرب مكانا ) ،وأظن الضابط المصري الذي قتل على الحدود ليس ببعيد ، ولا الضابطين والطفلين الذين أصابتهم شظايا صواريخ ﺇسرائيلية في رفح المصرية . وبالتالي فتخاذل النظام المصري في فتح المعبر ، وفي القيام بأي ضغط سياسي على ﺇسرائيل لا يؤثر فقط على ﺇخواننا في فلسطين ، بل ينسحب علينا في مصر ، ومن المؤسف أن دولة من خارج المنطقة ، غير عربية وغير مسلمة ، كفنزويلا تقوم بطرد سفير ﺇسرائيل من أراضيها كاحتجاج (ﺇنساني) ، ولا يكون التحرك المصري على نفس المستوى ،والأسوأ أن يصدر في نفس الوقت حكم قضائي ثان بعدم شرعية تصدير الغازﻹسرائيل ، ويضرب به عرض الحائط .
باختصار..
*النظام المصري قد لا يسعده ما يجري في غزة ، لكنه غير مستعد للتضحية بالصداقة اﻹسرائيلية – الأمريكية وخسارة صفقات مثل تصدير الغاز من أجل ﺇنقاذ الموقف .
*النظام في الوقت نفسه ، سيرتاح لسقوط حماس ، ويستغل الفرصة لشن الهجوم عليها وعلى التيار اﻹسلامي عموما ، ومنه اﻹخوان في مصر ، وهو يقدم نفسه للعالم على أنه المنقذ من خطر هذا التيار، وهو ولو كان لن يشارك في الاعتداء عليها ، لكن لن ينهض بكل قوته لتخليصها .
*الحكومة المصرية لا تلقي بالا بأي ضغط شعبي ، أو بالرأي العام ، ﺇضافة ﺇلى أنه ضغط غير منظم وعفوي ومؤقت ، سوف تتعامل معه ﺇما بالتجاهل ، أو بالتشديد الأمني واعتقال المتظاهرين ، وبعض تصريحات التهدئة (وتبدو المفارقة بين قادة ﺇسرائيل الذين يروجون للعدوان على أنه تأمين لمواطنيهم لكسب أصواتهم في الانتخابات القريبة بينما لا تمثل أصوات المواطنين لدينا لا في الانتخابات ولا في المظاهرات قيمة تذكر ! )
*كل ما هو متوقع من الدبلوماسية المصرية هو اتفاقات (ودية) مع الجانب اﻹسرائيلي من أجل (تخفيف) العدوان أو (السماح) بدخول مساعدات أو اﻹسراع بانهاء العمليات ولن تستجيب لها ﺇسرائيل ﺇلا بعد تحقيق أهدافها وفرضها على الأرض .
*لا يبدو واضحا لدى كثيرين أن الدولة الصهيونية التي تزداد قوة وغطرسة وتنكيلا بأعدائها ، ذات الميول التوسعية ، لا توجد في المريخ ولكن على حدودنا !
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)