٢٨‏/٢‏/٢٠٠٨

جمعاااااااء

يوم جديد
نشر لي بالأمس 27 فبراير بجريدة الدستور مقال (اليوبيل الحجري) تحت عنوان (جمعااااااء) بصفحة ضربة شمس00أرجو أن ينال اعجابك وأشكر الكاتب المميز ومحرر الصفحة خالد كساب0

اعتمادنا على الله !

يوم جديد

أطفئ الشمعة فالروحان في ليل كثيف

يسقط النور على وجهين في لون الخريف

أولا تبصر؟

عينانا ذبول وجمود

أولا تسمع؟

قلبانا انطفاء وخمود

صمتنا أصداء انذار مخيف

ساخر من أننا سوف نعود

غرباء

شعر00نازك الملائكة

قصيدة00غرباء



أضحكتني أخيرا..أضحكتني الكلية أخيرا وأعادت نفسها الى ذهني وسط حالة الطلاق الروحي التي غلفت علاقتنا منذ فترة طويلة (1)..حين وجدت البالونات تملأ ساحتها والأغاني الوطنية تدوي عبر مكبرات الصوت سبق الأمر (شحن) معنوي من المحاضرين و ملصقات في كل مكان من أجل تكثيف الحضور حيث يقام يوم بخصوص(العمل لحصول الكلية على الاعتماد) ..أخذت عددا من أوراق استطلاع الرأي التي وزعها طلاب ما يسمّى (وحدة ضمان الجودة) التي تنظم الأمر وجعلت أجيب عن الأسئلة و أضع المقترحات -على يقيني أن شيئا لن يحدث - ثم صعدت الى المدرّج الذي كنت أدرس به في السنتين الأوليين وجلست منتظرا بدء الندوة -أو المحاضرة- التي بدأت متأخرة كالعادة وبدأت بشكل هزلي حيث قامت احدى طالبات (الوحدة) بتمثيل حلم لما يجب أن تكون عليه الكلية وقد تطورت علميا وانشائيا وتنظيميا بأداء درامي كارثي - الأمر الذي أثار ضحكي بصورة لم تحدث لي في الكلية منذ أمد بعيد - ثم بدأت الأستاذة المسئولة عن الوحدة تتحدث عن ماهية الاعتماد وأهميته وعن انشاء هيئة مصرية أصبحت تلزم كل الكليات بتقديم خطط عمل وتنفيذها حتى تحظى باعتمادها أى الاعتراف بأن العملية التعليمية تسير على أسس ومعايير معينة -والا فلن تصبح للشهادة التي تعطيها أية قيمة حتى في داخل مصر- ثم أضافت زميلتها كلاما عن دورنا كطلاب ومقترحاتنا التي سوف يؤخذ بها وما الى ذلك..والحقيقة أنهم كانوا يتحدثون بحماس حقيقي أثار دهشتي وربما اشفاقي ..فأنا لا أظن الكلية بحاجة الى تغيير في نظامها - لأنها لا تملك نظاما - ولا الى تعديل في طرق التدريس أو الامتحانات بل تحتاج الى اعادة صياغة للامر كله بداية من قبول الطلاب وأعدادهم ومرورا بكل ما يحدث للطالب بعد دخوله بحيث تهدف المنظومة لتخريج اطباء وليس حاملي شهادات ولا اظن شيئا من الأفكار التي سمعتها سوف تصل بنا لهذا الغرض - وقد كانت الأفكار تشبه كثيرا الخطط الحكومية للاصلاح التي نسمعها منذ 30 عاما ولم يجمعنا اللقاء بالسيدة(اصلاح ) هذه مطلقا !

أما بالنسبة لكون الاعتماد المحلي خطوة مبدئية للاعتماد دوليا ، فأعتقد ان كليتنا وصلت بالفعل للعالمية ولديّ الأدلة على ذلك ..فالمخرج ذو الجوائز العالمية يوسف شاهين لا يمكن ان يكون استوحى اسم فيلمه الأخير (هي فوضى) الا من خلال كليتنا ! كما أن شخصية بقدر(كوندليزا رايس) وقامتها في النظام الأمريكي قد استوحت من هذا الصرح العريق القابع بالعباسية - أفكارها الشهيرة عن (الفوضى الخلاقة) - بصرف النظر عن أن أيا من فوضانا أو فوضى كوندليزا ليس خلاقا بأي شكل من الأشكال !

ويبدو أن صديقي كان محقا عندما رددت على مسامعه ما سمعت أننا قد لا نحصل على الاعتماد فأجاب مازحا :

"ولكن (كافيتريا الاعتماد) لا تزال مفتوحة" (2)

قلت : أظن هذا هو الاعتماد الوحيد الذي يمكن أن تحصل عليه الكلية

.......................................................

(1) راجع تدوينة عام جديد قديم جدا

(2) مشيرا الى مطعم قريب من الكلية ومشهور بين طلابها

٢٣‏/٢‏/٢٠٠٨

ن00ما بين حافة النون وأعماقها



يوم جديد

ووقفنا في العراءببقايا أغمدة

انتظرنا أن يمر الشعراء

ربما يمنحنا دفء الغناء

ربما ليلة حب واحدة

وتنصتنا لوقع الخطو

غربلنا الهواء

لم يكن الا سكون الصحراء

وطنين الأفئدة !

شعر00أمل دنقل

قصيدة00الضحك في دقيقة الحداد

ديوان00تعليق على ما حدث
لم يكن غريبا أن تحظى رواية (ن) بهذا النجاح المميز وأن تفوز كاتبتها سحر الموجي بجائزة كفافيس اليونانية العام الماضي00 الرواية الجميلة تدور أحداثها على لسان (حتحور) ربة العشق والبهجة والرقص والموسيقى عند الفراعنة 00تروي الأحداث وتتحكم فيها أحيانا كي تعيد كل شخص الى ذاته00سارة وحسام ودنيا ونورا 4 أشخاص في ثلاثينيات العمر تجمعهم الصداقة وتبدأ الرواية بتعرض كل منهم لقصة حب فاشلة00سارة استاذ علم النفس بالجامعة الخارجة من زيجة فاشلة طويلة تحب (نديم) أستاذ التاريخ بروح فنان لكنه يتركها ليرتبط بامرأة تافهة كي يشعر معها بثقافته وتفوقه00تبدأ سارة رحلتها داخل نفسها وتتخلص بعد معاناة من حبها ل(نديم) بعمل جنازة وهمية له بمشاركة أصدقائها وتصل بها ذروة التصالح مع العالم في نهاية الرواية أن تتقبل بهدوء وفاة جدتها البريطانية ايزابيلا مدركة أن الموت ما هو الا بداية لحياة جديدة00

حسام الصحفي بأحد مواقع الانترنت الذي يعيش حياة زوجية تعسة وينفعل بكل طاقته مع الأحداث السياسية العامة ويعيش على ذكري حب قديم لزميلة جامعية 00يعيش حبا جديدا لكن الفتاة تتزوج بغيره فيكتشف نفسه عن طريق رسائل يبعث بها الى ذاته يبوح فيها بكل ما يحسه ويصل الى اليقين بعد أن يخلو الى نفسه في الصحراء00

دنيا المعلمة في احدى المدارس ذات الأصل الفلسطيني تنهمك في شئون القضية الفلسطينية والعمل العام وتعاني من تسلط أمها رجعية التفكير الرافضة لانفتاحها ونشاطها السياسي00يتركها حبيبها وتطاردها الكوابيس لكنها تتمكن بمساعدة سارة النفسية في أن تستعيد نفسها وتعود الى هوايتها في التصوير الفوتوغرافي بعد رحلة تأمل في كنج مريوط00

نورا تعمل في شركة للسياحة وتنتهي حياتها الزوجية مع (خالد) بسبب شكوكه في تصرفاتها المتحررة00تغرق في مشاكلها في العمل ومع والديها بعد الطلاق وتسخط على كل شيء لاجئة للمخدرات ولاقامة علاقات عابرة فاشلة00

استخدمت الكاتبة الجنس للتعبير عن مشاعر شخوصها00فسارة لم تشعر أنها امرأة طوال 10 سنوات مع زوج اتهمها بالبرود والعقم عكس سعادتها مع (نديم)0حسام كان يتخيل نفسه مع امرأة أخرى بدل زوجته،و نورا ظلت تبحث عن لذة العلاقة مع طليقها في اّخرين دون جدوى بينما دنيا التي اعتادت اخفاء جسدها استعادت رغبتها مع اقبالها على الحياة0

* اتخذت الرواية طابعا غنائيا فالأحداث دائما تدور حين يستمع الأبطال الى أغنياتهم المفضلة في السيارة أو المنزل وحرصت الكاتبة على كتابة مقاطع من الأغنيات (وترجمة الأجنبي منها) لتعبر عن الحالة ، كما تميزت بدايات الفصول بهوامش من الشعر العربي والغربي والحكايات الفرعونية التي أضافت للحالة الشعورية0

* عاب الرواية بطء الايقاع في بعض الاجزاء مما جعلها تحتاج من قارئها الى الصبر 00كما عابها الافراط في تفاصيل الأحداث العامة مثل الحرب على العراق وصفر المونديال (أوردت الكاتبة مثلا خطبة بول بريمر عند دخول العراق) مما جعل هذه الأجزاء تبدو كأنها جريدة يومية0اختارت الكاتبة -أو حتحور- نهاية مفتوحة تاركة الأبطال ما بين حافة النون وعمقها تصعد وتهبط بهم الحياة0

١٧‏/٢‏/٢٠٠٨

شارع مصطفى النحاس

يوم جديد
لا تسأليني بعد يومك كيف أيامي تسير؟
اني حداء ساخر بقوافل الزمن الكبير
لكن سأصبح اّهة ولهى مضيعة المصير
في صدر مصلوب شقي الموت مظلوم الضمير
فاذا سمعت صبابة غنى بها وتري الأخير
لا تتركيني بعدها أهوى السماء ولا أطير
اني شربت على يديك مع الهوى جزع الهجير!
شعر00محمود حسن اسماعيل
قصيدة00خمر الزوال

" تركت العمل!"

استقبل جدي الكلمات بأسف صامت ، ثم ربت على كتفيّ وقال بحنان:

"لا عليك00سوف يعوضك الله خيرا مما أخذ "

لم تكن أول مرة أترك فيها عملا ، تنقلت بين وظائف كثيرة لكنني لم أستمر في أي منها أكثر من أشهر00بعضها كان يدر عليّ دخلا جيدا لكنني لم أجد نفسي ولا وجدت النجاح الذي أشعر أنني أهل له 00كنت متفوقا في دراستي ولا يليق بي أن أكون فاشلا كما أنا الاّن0

جلست أحتسي الشاي واجما في شرفة المنزل00أقبل جدي وقد انتهى لتوّه من مكالمة هاتفية :

"عندي حل لمشكلتك"

قلت ببرود: " أي حل؟ "

" كنت أتحدث مع صديق قديم لي وقد عرض عليّ أن تعمل معه في المكتبة التي يملكها "

قلت : " وما يدريك أنه سيكون أفضل من غيره ؟"

" أنا واثق أن هذا العمل هو ما سيوصلك الى ما تتمناه"

لم أتحمس كثيرا لكنني وافقت نزولا على رغبة جدي وحتى لا أسبب له حرجا مع صديقه0

***

المكتبة كما وصف لي جدي في نهاية شارع مصطفى النحاس ، ولما لم تكن لديّ معرفة جيدة بمدينة نصر فكان سلاحي الوحيد هو أن أسأل المارة حتى أصل اليها0استوقفت أحد الشبان وسألته 00

"مصطفى النحاس؟ لا أعرف 00ربما عليك أن تسلك أول منعطف على اليسار"

لم يبد أنه يعرف طريقه أصلا ، لكنني سرت كما أشار وقادتني خطاي الى شارع يحتله عدد من سيارات الشرطة ، رفعت عيني لأجد قسم شرطة عن يميني ، اتجهت اليه وسألت أحد الأمناء00

" شارع مصطفى النحاس؟ لماذا تريد أن تذهب الى هناك ؟"

- "أريد الذهاب الى مكتبة (اشراق) "

-"سأدلك على الطريق الى المكتبة00يمكنك أن تسلك طريقا مختصرا غير شارع مصطفى النحاس هذا 00هل معك سجائر؟"

أخرجت علبة السجائر من جيبي و ناولته واحدة لكنه اخذ العلبة ودسّها في جيبه " شكرا"0

ثم ذهب وتحدث الى سائق احدى سيارات الشرطة أمام القسم ولم يلبث أن عاد اليّ قائلا :

" سوف توصلك السيارة الى هناك "

شكرته وركبت السيارة ولبثت فيها لفترة وهي تنعطف يمنة ويسرة وتتخذ طرقا جانبية أغلبها غير ممهد00توقفت فجأة وقال السائق:

"تفضل بالنزول"

نزلت من السيارة فلم أجد الا بضع بنايات تحت الانشاء ، سألت أحد العمال عن المكتبة فاجاب بأنه لا يعرفها00عدت للسائق:

"المكتبة ليست هنا "

- " وماذا استطيع أن أفعل لك ؟ لقد سرت كما وصف لي الأمين 00 ثم ان لديّ أعمالا أخرى سواك"

وتحرك بالسيارة مسرعا وسط ذهولي0

***

لم يكن في يدي الا أن أسير في اي اتجاه بحثا عن شخص يدلني ، مرت دقائق كأنها دهر وأنا أسير تحت شمس حارقة حتى وجدت سيارة أجرة فأسرعت بايقافها ودلفت اليها مباشرة، كان السائق رجلا في أواخر الأربعينات ذا لحية طويلة ويرتدي جلبابا أبيض قصيرا 00بادرته:

" أريد أن أذهب الى مكتبة اشراق هل تعرفها ؟"

- "بالطبع يا بنيّ 00انا أعرف كل شيء هنا "

" هي في نهاية شارع مصطفى النحاس ، أليس كذلك؟"

- صمت الرجل لحظة ثم قال " ربما00ولكن هناك طريقا أفضل"

" أرجوك00لقد سمعت هذا الكلام من قبل ولم ازد الا ضلالا "

- " قلت لك انني أعرفها" ثم أردف بعصبية:

" هل تظن أن رجلا مثلي يتقى الله سوف يخدعك ؟"

قالها وهو يشير الى لحيته فقلت :

" عفوا لم أقصد ذلك"

مضت السيارة في طريقها لربع ساعة أو تزيد ثم توقف السائق أمام مكتبة مكتوب على واجهتها : (مكتبة الهجرة)

قلت:" ليست هذه المكتبة التي أقصدها 00أنا أريد مكتبة (اشراق) "

- " هذه المكتبة الوحيدة في هذه المنطقة"

" لكنني ذاهب الى مكتبة (اشراق)00أوصلني الى شارع مصطفى النحاس اذن "
- " أنا لست ذاهبا الى هناك"
" وما ذنبي أنا ؟ قلت انك تعرف المكان ولم توصلني لشيء "
- " السيارات من خلفي تنتظر ولا وقت لهذه الثرثرة، أريد أجري"
"أي أجر؟ لقد ضللتني بدل أن توصلني "
" لا شأن لي بذلك ،هات النقود الاّن"
لم أملك أمام عصبيته وثورة سائق السيارة التوقفة خلفه والضجر الذي استبد بي الا أن أدفع النقود في يده بغضب وأتركه يمضي00بعدها عدت لسؤال المارة عن الشارع لكن أحدا لم يكن يعرفه0

١٤‏/٢‏/٢٠٠٨

لا يفكر!

يوم جديد
كتبت (أحبك) فوق جدار القمر
(أحبك جدا)
كما لا أحبك يوما بشر
ألم تقرئيها؟
بخط يدي
فوق سور القمر
وفوق كراسي الحديقة
فوق جذوع الشجر
وفوق السنابل
فوق الجداول
فوق الثمر
نزار قباني
قصيدة00أحلى خبر
ديوان00الرسم بالكلمات

اذن هو عيد حب جديد0لا أهتم عادة بمناسبة عيد الحب ، ولا أظن السبب الوحيد في ذلك كوني لا أعيش تجربة حب ولكن أيضا لأنني غير مقتنع أن الناس جميعا يجب أن يحتفلوا بالحب في اليوم نفسه ، ولا أتصور أن يفرض على القلوب بما يشبه ( الأمر) أن تحس جذوة الحب في وقت معين من السنة ،وأن يشترك المحبون كلهم في هدايا متشابهة ذات لون أحمر 00أظن هذا يفسد خصوصية العلاقة ويبتذل الأمر في بضعة طقوس جوفاء00لكن وبرغم كل ذلك ما رأيك بهذه المناسبة أن أقص عليك قصة رومانسية غريبة رواها وشهد عليها الراحل الرائع عبد الوهاب مطاوع في كتابه(وقت للسعادة00وقت للبكاء)0
كان الأستاذ عبد الوهاب يقضي مهمة عمل في احدى دول أوربا الشرقية الشيوعية-في ذلك الوقت- جالسا وحده في أحد المطاعم وتعرف بالمصادفة على فتاة من أهل البلاد تدعى (اّني) وشاب أيسلندي يدعى (اّلان) 00أخبرته (اّني) أن علاقة حب تجمعها ب(اّلان) منذ عامين حين تعرفت عليه اّتيا في رحلة سياحية لكنهما لا يستطيعان الزواج00يقول 00(عميد البريد) :
" الفتاة من دولة شيوعية والسفر للخارج ممنوع أو مقيد ، والزواج من أجنبي والسفر معه للخارج حلم بعيد المنال ويتطلب الأمر موافقة عدة جهات حزبية ورسمية وهو تصرف مكروه ويلقي على الأسرة بظلال من الشك والريبة في رجعيتها وميولها الامبريالية الرأسمالية!00000000واذا غامرت الفتاة ونجحت في الهرب من بلادها تحت أي ستار وتزوجت من فتاها ورفضت العودة تعرضت أسرتها لمضايقات كثيرة "
***
حفرت (أحبك) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء
حفرت القدر0
ألم تبصريها؟
على ورقات الزهر
على الجسر والنهر والمنحدر
على صدفات البحار
على قطرات المطر
ألم تلمحيها
على كل غصن
وكل حصاة
وكل حجر؟
نزار قباني
نفس القصيدة
***
لكنهما استسلما للحب وأصبح(اّلان) يزورها كلما جمع ثمن تذكرة السفر والاقامة وبدأت القصة تستهوي الأستاذ لكن رجلين من رجال الأمن دخلا الى المطعم وتحدثا الى الفتاة وقد ظنا أنها اذ تجالس أجنبيين بعد العاشرة مساء أنها بغيّ تعرض نفسها على السياح لكنها أخبرتهما أنها طالبة جامعية فاصرا على أن تترك المكان و تعود بصحبتهما الى مدينتها الجامعية00
أمضى الأستاذ عبد الوهاب بعض الوقت مع (اّلان) يسرّي عنه الخوف والكاّبة التي اصابته بعد ما حدث لفتاته ثم عاد الأستاذ الى الفندق على وعد أن يلتقي ثلاثتهم مساء اليوم التالي00
***
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر
(أحبك جدا)
فليتك كنت قرأت الخبر
نزار قباني
نفس القصيدة
***
في السالبعة والنصف صباحا فوجئ الأستاذ ب(اّني) تتصل به في الفندق تستفسر عما حدث ل(اّلان) فأخبرها أن (اّلان) تركه ليلا الى فندقه لتخبره (اّني) أنها اتصلت به في الفندق فقيل لها انه غير موجود 00وخافا أن تكون الشرطة قد تعرضت له فهرعا الى الفندق ليعرفا من موظف الاستقبال أنه تعرض لأزمة صحية ونقل الى المشفى 00عندما ذهبا وجداه راقدا وذراعه اليسرى مربوطة بضمادة كبيرة وعرفت (اّني) من الممرضة أنه قد دخل غرفته وأفرط في الشراب ثم غلبه الانفعال فقرر أن يكتب اسمها على ذراعه بنار السيجارة00حتى أغشي عليه وهو يحاول كتابة الحرف الأخير!
***
ليلى: ويح قيس تحرقت
راحتاه وما شعر!
قيس : أنت أججت في الحشا
لاعج الشوق فاستعر
ثم تخشين جمرة
تحرق الجلد والشعر
(يترنح قيس في موقفه وتظهر عليه بوادر الاغماء)
مشهد من مسرحية 00مجنون ليلى
لأحمد شوقي
***
بعد يومين غادر الأستاذ البلدة وعاد الى مصر ولم يعرف ما حدث للحبيبين بعد ذلك راجيا أن يكونا قد اجتمع شملهما خاصة بعد سقوط الحزب الشيوعي الحاكم في هذه الدولة وتغير القوانين00الى هنا انتهت الحكاية لكن العقل لا يفهم أبدا ما الذي جعل هذا الشاب يقدم على ما فعل ويكتب اسم حبيبته بالنار فوق جلده؟ فلو أنها طريقة ليعبر لها عن حبه فهي تدرك حبه بالفعل ثم ان هناك بالتأكيد طرقا كثيرة(أرحم) من هذه الطريقة النارية ! -من حسن الحظ أن اسم الفتاة كان من ثلاثة أحرف فقط والا ربما امتد الحريق الى ساقيه - ولا هو بذلك وقف ضد القوانين التي تمنعه عنها أو استطاع تغييرها00
وتصورتها تطرح عليه السؤال وتخيلته يجيب مرددا قول نزار
لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي
ان الذي يحب لا يفكر!
نزار قباني
قصيدة00حبك طير أخضر
ديوان00الرسم بالكلمات0

١١‏/٢‏/٢٠٠٨

البطل




الهدف الذي أحرزه منتخبنا في مرمى الكاميرون يلخص ما فعله المنتخب للفوز بكأس الأمم00حماس محمد زيدان واصراره على الضغط على مدافع الكاميرون سونج والقتال على كرة لم تكن معه من الأصل وقيامه بعد سقوطه وتحمله الجذب والدفع من مدافعين يفوقانه في الطول والقوة وجماعيته بالتمرير ل(أبو تريكة) وثقة الأخير في نفسه ومهارته في ايداع الكرة من تحت يدي الحارس00تستحقون البطولة بالفعل0

١٠‏/٢‏/٢٠٠٨

اليوبيل الحجري

يوم جديد
ما زلت أذكر عندما
جاء الرحيل
وصاح في عيني الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمري في يديك
رياح صيف عابث
ورماد أحلام
وشيئا من ورق
هذا أنا
عمري ورق
حلمي ورق
طفل صغير
في جحيم الموج حاصره الغرق
شعر00فاروق جويدة
قصيدة وديوان00لو أننا لم نفترق

اذا كان مرور 25 عاما على حدث ما يسمى اليوبيل الفضى و50 عاما اليوبيل الذهبي فانه بامكاني أن أبتكر شيئا جديدا بهذا الصدد -بصرف النظر عن أني لا أعرف معنى كلمة يوبيل أو أصلها - وأعتبر مرور 4أعوام ونصف على دخولى للكلية هو يوبيل (حجرى)! 00كانت أول مرة أذهب فيها للكلية حاملا تلك الورقة المهترئة المسماة ببطاقة الترشيح التي كانت تفتح لي الأبواب -لكنني لم ألحظ أنها كانت تصفع من خلفي بعنف- 00سامح كان أول من التقيته هناك 00طالب بالسنة الثالثة وعضو باحدى أسر الكلية يستقبل الطلاب الجدد - أمثالي- 00كان ودودا الى حد كبير وساعدني في انهاء الأوراق وعمل الكشف الطبي -مع أنه لم تكن له علاقة بالكشف أو الطب بحال من الأحوال-قادني سامح الى " مقر الأسرة " وبدت لي الكلمة ذات وقع رنان مع أن المكان لم يكن الا منطقة خالية بين مبنيين قديمين00قلت:ان المباني تبدو قديمة جدا 00رد سامح:نعم00كليتنا عتيقة للغاية 0 كنت أشعر بشيء من التوتر لجدة المكان وانتقالي من مرحلة لأخرى ويبدو أن سامح شعر بالأمر فقال: كن على راحتك 00انها كليتك00لو أنك موجود اليوم يا سامح-وقد تخرج بالطبع- لأخبرتك أنني وبعد أكثر من 4 سنوات لم أشعر يوما أنها كليتي00أخذني سامح في جولة لبعض " الأماكن الهامة " في الكلية0 أذكر ملامحه الدقيقة وهو يتحدث مبتسما : " هذا هو المدرج الذي سوف تدرس به 00لن يكون لك عمل الا أن تأتي الى هنا كل يوم لحضور المحاضرات "تأملت المدرج بعين تكتشف الجديد وتتطلع للاّتي وتمتلئ حماسا ورغبة في التفوق 00هذا مع التهيب لضخامة المكان-بالنسبة لطالب لا يعرف الا الفصول المدرسية-علّق سامح: " ربما ترى المدرج كبيرا ، ستشعر بعد ذلك أنه كعلبة السردين"00كنت محقا هذه المرة يا سامح0ذهبنا الى مكتبة التصوير قال:" لن يكون لك عمل الا أن تحضر المحاضرة ثم تصور الأوراق من هنا"00لماذا يكرر جملة " لن يكون لك عمل"؟ 00كأنه كان يعرف أنني حقا سوف أشعر أنني بلا عمل 00لم يكن غريبا اذن أن أول يوم دراسي-السبت- لم يكن فيه عمل 00عندما ذهبت وجدته يوم الاجازة الأسبوعية لكنني لم أنتبه للاشارة وقتها0

٦‏/٢‏/٢٠٠٨

مراجعة قبل مواجهة الأفيال


يوم جديد

"لقد أحبت شاعرا"

وتمضغ النساء في المدينة القديمه

قصتنا العظيمه

ويرفع الرجال في الهواء

قبضاتهم

وتشحذ الفئوس

وتقرع الكئوس بالكئوس

كأنها00كأنها جريمه

شعر00نزار قباني

قصيدة00ثمن قصائدي

ديوان00الرسم بالكلمات


أن يصل منتخب مصر الى الدور قبل النهائي في أمم افريقيا فهذا جميل00وأن يكون ذلك بعد الفوز بالكأس في 2006 فهذا انجاز لهذه المجموعة من اللاعبين ولجهازهم الفني00لكنني أحب الاّن-وبصرف النظر عما ستؤول اليه مباراتنا مع كوت ديفوار-أن نقيم أداء المنتخب في الفترة الماضية بهدوء ودون انفعال لأننا مقبلون على تصفيات كأس العالم 2010 وربما كأس القارات2009 -اذا فزنا بالبطولة باذن الله-فلنضع اذن الحقائق والأرقام جنبا الى جنب حتى نصل لصورة أكثر وضوحا00

1- تصدر المنتخب المصري مجموعته في تصفيات كأس الأمم لكن أداءه لم يكن جيدا خصوصا أن فرق المجموعة -مدغشقر وبتسوانا وبوروندي-ضعيفة وغير مصنفة بالمرة ،ولم يحقق المنتخب أي فوز خارج أرضه -اّخر فوز للمنتخب على أرض الفريق المنافس في مباراة رسمية كان على السودان في 2004 بل ان المنتخب لم يضمن الوصول-وهو حامل اللقب-الا في ربع الساعة الأخير بهدف محمد فضل أمام بتسوانا0

2- أدى المنتخب بشكل طيب في المباريات الودية التي سبقت أمم غانا وفي دورة الألعاب العربية في القاهرة وفاز في كل مبارياته عدا التعادل مع أنجولا وليبيا بما فيها اللقاءان القويان مع السعودية ومالي0

3-طوال الفترة ما بين أمم2006 وأمم2008 لعب الفريق بطريق 4-4-2 في التصفيات والدورة العربية وحتى اللقاءات الودية التي سبقت البطولة ،لكنه تحول فجأة الى 3-5-2 مع بداية البطولة وهو الفريق الوحيد الذي ينتهجها-مع السودان الأسوأ في البطولة-وهذا معناه:

اما أن يكون شحاتة فقد جرأته مع بداية المنافسات وعاد-بدافع الخوف الى اللعب الدفاعي

أو أنه أراد أن يكرر سيناريو 2006 كما هو أملا أن يصل لنفس النهاية

أو أنه قرر أن يلعب ب3-5-2 فقط في لقاء الكاميرون الصعب ثم بعد أن أحرز المنتخب فوزا كبيرا قرر أن يترك الفريق كما هو دون تبديل

وأنا أرجح الثالثة لأن شحاتة لعب المباراة الثانية بنفس التشكيل والطريقة مستبعدا (أبوتريكة)و(احمد حسن)و(ابراهيم سعيد) من التشكيل الأساسي00وفي كل الأحوال فالأمور لا تعكس فكرا تدريبيا منظما00

4-في2006 أحرز المنتخب بعد نهاية دور الثمانية 10 أهداف في أربع مباريات (بمعدل هدفين ونصف في كل مباراة)منها 6أهداف من كرات ثابتة (ركنيتان وضربتا جزاء وركلتان حرتان على حدود المنطقة)وهو ما يعني أن المنتخب تميز في استغلال الضربات الثابتة -وهي من سمات الفريق البطل-ويعني أيضا أن الفكر الهجومي لم يكن قادرا على اختراق دفاعات الخصوم00أما في 2008 فقد أحرز المنتخب نفس عدد الأهداف منها 3فقط من ركلات ثابتة(ركلات جزاء) وهو ما يعني تحسنا نسبيا في الأداء الهجومي -مع ملاحظة أن السودان وزامبيا أضعف كثيرا من ليبيا والمغرب اللتين واجهناهما في 2006 وملاحظة أيضا أننا لم نعد نلعب في مصر0

5-على المستوي الدفاعي فقد دخل مرمانا بعد 4 مباريات في 2006 هدفان بمعدل هدف في كل مباراتين بينما دخل مرمى الحضري في 2008 4أهداف أي الضعف 0

6-لا تزال الأطراف تشكل أزمة بسبب طريقة اللعب التي تعتمد على لاعب واحد في كل طرف عليه أن يدافع ويهاجم بطول الملعب أمام لاعبين لفريق منافس يلعب ب4-4-2 وهو ما يجعل لاعبي الأطراف (فتحي) و (معوض) أو (عبد الوهاب) و (بركات) في 2006 يركزون على الدفاع ويصبح المنتخب مكسور الجناحين ومهاجموه محرومين من الكرات العرضية0

7- المنتخب يعاني من النقص في بعض المراكز فشحاتة وضع (شادي محمد) لاعب محور الدفاع كبديل ل(معوض)بسبب عدم ثقته في الاداء الدفاعي ل(طارق السيد) كما أنه يدفع ب(أحمد فتحي) في مركز الظهير الأيمن رغم سوء كراته العرضية ولا يزال الفريق لا يجد بديلا ل(ابو تريكة)0

8- البطل عادة يلعب البطولة بشكل تصاعدي ويرتفع مستواه مع قوة المنافسة لكن المنتخب المصري بدأ بأفضل لقاءاته أمام الكاميرون-بـأداء ونتيجة رائعين- ثم تراجع مستواه أمام السودان وتعادل مع زامبيا وأخيرا فاز بصعوبة على أنجولا أضعف فرق دور الثمانية والمشكلة الواضحة هي أن الفريق يؤدي بشكل دفاعي أمام فرق تدافع بدورها فتبدو مبارياته مملة وخالية من المتعة-عكس الكاميرون الذي كان يهاجم باندفاع00

9- يتذبذب مستوى اللاعب المصري كنتاج طبيعي لعدم احترافية طرق التدريب في الأندية واللعب في دوري محلي هزيل وغير منتظم 00ويمتاز بالروح العالية والحماس ودوافع الواجب والمسئولية-وهو أمر طيب لكنه يغطي على الأخطاء الفنية في أحيان كثيرة-اذا أضفنا الى ذلك نقص البدلاء وعدم القدرة على الفوز في ملعب المنافس فان ذلك يفسر التناقض ما بين الأداء في البطولات المجمعة -فاز المنتخب بأمم افريقيا1998 و2006 ووصل لدور الثمانية في 2000 و2002 والى نصف النهائي-على الأقل-في2008-بينما لم يتمكن من التأهل لكأس العالم على مدار 4 بطولات من خلال تصفيات تلعب على مدى عامين نصفها على أرض المنافسين وهي المشاكل التي يجب أن نبحث لها عن حلول ان أردنا التأهل لكأس العالم في جنوب افريقيا 2010 0