٣٠‏/٩‏/٢٠٠٧

عند مكتب العميد00في انتظار الأستاذ عادل

يوم جديد
يأسك وصبرك بين ايديك وانت حر
تصبر ما يصبر الحياة راح تمر
أنا دقت من ده ومن ده عجبي لقيت
اليأس مر وبرضك الصبر مر!00
عجبي
من رباعيات صلاح جاهين
بخطوات جادة00قطعت وصديقي الممر الذي يفضي في نهايته الى غرفة العميد، انعطفنا يسارا الى غرفة مدير مكتبه كي نخبر سكرتيرته برغبتنا في مقابلته00لم أكن أرتاح لهذه الفتاة بعد أن اصطدمت بها 4 أو 5 مرات في الأيام السابقة من أجل مقابلة العميد
كانت ردودها في كل مرة تغريني بتحطيم أحد الأشياء التي فوق مكتبها أو كسر هاتفها المحمول الذي لا تكف عن العبث به طوال الوقت
العميد مشغول الاّن00ليس موجودا 00لا أعرف متى يأتي 00تعال غدا00ليست له مواعيد00لماذا تريد مقابلته؟00
انتظروا حتى يخرج الأستاذ عادل من عند العميد00قالتها وأشارت بيدها نحو المقاعد00جلست وصديقي في مقعدين متجاورين00كانت الغرفة تحتوي على مكتبين تجلس الى أحدهما السكرتيرة والاّخر خال ، لفت نظري في الغرفة باقات الورد الكثيرة التي وضعت فوق الخزانة00غالبا أتى بها أصحابها لتهنئة العميد -الجديد- بتوليه العمادة00هناك صورة كبيرة أيضا للعميد السابق وهو يتلقى تكريما ما00جيد أنها لم ترفع مع قدوم العميد الجديد 00كان يجلس قبالتي رجل جاوز الستين على الأغلب00وسيدة تبدو في أواخر الأربعينات00رفعت السكرتيرة سماعة الهاتف وبدأت تتحدث بصوت خافت جدا حتى أنني لم أسمع شيئا مما تقوله رغم أن مقعدا واحدا كان يفصلنا00تشاغلت وصديقي عن الانتظار بحديث قصير تافه ثم قام هو لينظر من الشرفة0 أكثر من شهرين مرا ونحن ندور ما بين مكاتب الوكيل ورئيس القسم والكنترول من أجل الحصول على حقنا في درجات لم تحتسب00لم يعد أمامنا سوى اللجوء للعميد 00
السلام عليكم00رددت تلقائيا ورفعت رأسي نحو القادم 00كان رجلا في أوائل الثلاثينات يحمل أوراقا في يديه ، تحدث الى السكرتيرة فأجابته بمثل ما أجابت علينا00انتظر حتى يخرج الأستاذ عادل00لكنه لم يجد مقعدا شاغرا فوقف ينتظر في الممر00المرة الوحيدة التي تمكنت فيها من مقابلة العميد كانت منذ 3 أيام وهو خارج من مكتبه00استوقفته وعرضت عليه المشكلة فأبدى اهتماما -على غير ما توقعت- وضرب لنا موعد اليوم00وها نحن ننتظر لكن لا شيء مبشرا يلوح في الأفق00الرجل المسن الجالس قبالتي لم يحتمل الانتظار أكثر من ذلك وطلب من السكرتيرة أن يترك لها طلبه كي تعرضه على العميد00وافقت بدون اهتمام يذكر وعادت لتتحدث في الهاتف00لكنها تركته حين أتى صوت من الخارج ينادي :سوزان00أين دكتور سيد ؟00كان صاحب الصوت رجلا في منتصف الخمسينات من العمر00ردت عليه السكرتيرة : لا أعرف لم يأت الى الاّن00دخل الرجل وأخذ أوراقا من المكتب الخالي00هو الموظف الثاني اذن ،وخرج مرة أخرى ثم دخل شاب في العشرينات وتحدث مباشرة الى سوزان00واضح أنه موظف هنا أيضا00ظلا
يثرثران بحديث عن قريبه الذي دخل المستشفى والأطباء الذين ذهب اليهم ثم تشاغلت سوزان بالعبث في هاتفه المحمول بعض الوقت عاد الموظف صاحب المكتب مرة أخرى وقال لسوزان معاتبا : لقد اتصلت بالدكتور سيد ، هل تعرفين أين هو ؟ انه في الداخل مع العميد !00ردت سوزان : معقول ! لم أره عندما دخل! 00تابعت حديثهما وسقط في يدي 00تؤدي عملها باتقان فعلا00
دخل الرجل-الموظف صاحب المكتب- الى مكتب العميد بينما كان الشاب الثلاثيني صاحب الأوراق يعود للغرفة ويقول لسوزان :سوف أعود غدا00ثم أضاف ضاحكا: أتمنى ألا يحال موضوعي الى ما بعد العيد ! 00ها هو اّخر يمضي يائسا00المشكلة أنه لم يعد لديّ خيار سوى اللجوء للعميد في حل مشكلتي وليس في يدي شيء سوى الانتظار00عاد الموظف صاحب المكتب وجلس الى مكتبه 00عاجله الموظف الشاب قائلا : متى نغادر ؟ لقد مللت العمل !00نظر اليه الرجل معاتبا وقال لسوزان : قولي له شيئا يا سوزي00قالت أنا أيضا مللت وأريد المغادرة00رد الموظف الكبير : أنت أيضا ! لم تحضرا الا في الحادية عشرة ! لكنها ردت عليه : لماذا لا تتحدث اليه-أظنها تعني العميد-وتخبره أننا سنغادر ؟ 00نظرت في ساعتي وكانت تشير الى الثانية عشرة الا ربعا 00ان 45 دقيقة من الحديث في الهاتف والعبث بمحمول زميلها تدفع الى التعب فعلا00
خرجت وصديقي من الغرفة ووقفنا في الممر00تحدث بكلمات لم أسمعها الى عاملة النظافة الجالسة أمام باب مكتب العميد مباشرة00ثم وجدته يحدثني والغضب يكسو ملامحه : هل تعرف من هو الأستاذ عادل الذي نحن في انتظاره ؟ أجبت : لا أعرفه 00شخص يجتمع بالعميد 00ماذا يهم في ذلك ؟
انه لا يجتمع به بل هو مدير مكتبه00ونحن ننتظر كل هذا الوقت من أجل أن يأذن لنا -سيادته-بمقابلة العميد !!!0
دهشة ممزوجة بسخط عقدت لساني فلم أتفوه بشيء00ووقفت أنا وصديقي واجمين للحظة قبل أن نسمع صوت الباب يفتح وعاملة النظافة تشير الى الرجل الخارج من غرفة العميد قائلة : ها هو الأستاذ عادل00عاجلناه قائلين : نريد مقابلة العميد بخصوص00لكنه قاطعنا باشارة من يده وقال: انتظروا خمس دقائق فقط00وأشار بيده نحو المقاعد00

٢٧‏/٩‏/٢٠٠٧

في العشرين

منذ عشرين عاما
أعيش بداخل نفس الكيان
لا يزال الجميع ينادي عليّ
باسمي الذي اعتدت
منذ ولدت الى الاّن0
منذ أن دخل الضوء عيني
لأول مره
منذ أن ملأ الدمع عيني
لأول مره
منذ أن مر في رئتي الهواء
وصار يدور عليّ الزمان0
منذ عشرين عاما
وروحي حبيسة جنبين
قلبي يصارع نفس الضلوع
وكل صباح
أحدق في وجه كل المرايا
فأبصر نفس العيون0
هو نفس البريق
وهو يسبح في مقلتي
لا يفارقني
ممسيا 00مصبحا
ثاويا00نازحا
في الوثوب
في السكون0
هل سأحيا الى اّخر العمر
داخل نفس الجسد ؟
كيف أهرب من سجن نفسي
وأصبح شخصا جديدا
فقد ضقت ذرعا بشخصي القديم؟
كيف يمكن أن أصنع
اسما جديدا
ولونا جديدا
ووجها جديدا
ودمّا جديدا
وعمرا يخالف عمري العقيم؟
والام ؟الام
أظل أسيرا لنفس الصفات
ونفس الجهات
ونفس الرفاق
ونفس المشاعر
نفس المصير؟
من أنا؟
من أكون اذن؟
نجمة أفلت
في جحيم المدار0
زهرة ذبلت
في رياض انتظار0
نقطة ضيّعت
في فراغ كبير0
منذ عشرين عاما أسير
منذ عشرين عاما أسير
تشدّ يديّ الحياه
ثم خلّت يدي
وأنا الاّن عند افتراق الطرق0
في لهيب القنوط0
حيرة وقلق0
واشتباك خيوط0
أي درب أسير؟
أي درب أسير؟!0

٢٤‏/٩‏/٢٠٠٧

عام جديد00قديم جدا

يوم جديد
مدينتي00مالك من مدينتي
فليس في ساحاتها
سوى الذباب والحفر
وليس في حياتها
سوى رفيق واحد00
هو الضجر
شعر00نزار قباني
قصيدة00الدخول الى هيروشيما
ديوان00الرسم بالكلمات
أول أمس بدأ العام الدراسي الجديد00لا تندهش وتسأل لماذا تأخرنا أسبوعا عن بقية الكليات، فقد علمتني 4 سنوات قضيتها في الكلية ألا أسأل أي سؤال يبدأ ب"لماذا" او "كيف" لأنني لن أجد له اجابة00كنت في السنوات السابقة اشعر ان عودة الدراسة أشبه بأخذي للاعتقال وكان هذا الشعور نفسه يراودني في الأيام الأخيرة00لكن هذه المرة ومنذ أن استيقظت من نومي مبكرا على غير العادة لم أشعر بأي شيء 00غيرت ملابسي وذهبت الى الكلية وقطعت الطريق الطويل00لا شيء يشغل بالي اطلاقا00وصلت الى هناك في التاسعة تماما ، بدأت الجولة المعتادة في اليوم الأول من كل عام بالسير في كل اتجاه بحثا عن جدول الحضور أو على الأقل عن المدرج الذي ستبدأ فيه المحاضرات 00تعتبر كليتنا هذه الأمور من الاسرار العسكرية التي لا تعرفها الا بعد أن تجتاز اختبارات الولاء !!هاهم بعض من زملائي00سلمت عليهم وسألتهم عما لديهم من معلومات00سوف نبدأ في العاشرة والنصف محاضرة طب الأطفال ثم راوند (دورة العملي) بعدها00الجدول موجود في المدرج الذي سنتلقى فيه المحاضرات في قسم النساء والتوليد00
طبعا لم أسأل لماذا وضع الجدول هناك أو كيف لنا أن نعرف أنه هناك-في الحقيقة لم أهتم بأن أعرف ولم أتضايق بالمرة- أيضا لم أسأل لماذا ندرس طب الأطفال في مستشفى النساء والتوليد لكنني -وياللدهشة-وجدت اجابة عن هذا السؤال00هناك تجديدات في قسم الأطفال00بدأت المحاضرة 00كانت المقدمة قصيرة دخل بعدها المحاضر-رئيس القسم-في الموضوع أو في المواضيع مباشرة كانت عن الطفح الجلدي والأمراض التي تسببه00ربما هذا كل ما فهمته من كل ما قال ولا أذكر بعد ذلك على مدار ساعة ونصف الا صفحات تقلب بعضها اثر بعض على شاشة العرض دون ان اعرف محتواها00وبعض دعابات كان يلقيها المحاضر فأبتسم لها لم أعبأ بهذا كله والحقيقة أن علاقتي بالكلية كانت قد وصلت منذ فترة لمرحلة الطلاق الروحي -عندما يعيش الزوجان في بيت واحد لكن لكل منهما حياته الخاصة ولا صلة بينهما أبدا فقط يجمعهما المكان والأوراق الرسمية حرصا على الشكل الاجتماعي-وان كانت الصلة قد تجددت بعض الشيء في الايام الأخيرة-لا أعني أنها تحسنت ولكن تجددت بحدوث مشاكل وخلافات جديدة!!-ذهبت بعدها الى حضور (الراوند) كانت الأستاذة أشبه بهؤلاء الذين يردون عليك عندما تتصل بخدمة العملاء في شركة ما 00تتحدث بمعدل 500 كلمة في الدقيقة الواحدة وكأنها تحفظ ما تقوله سلفا وتتوقع منك الشيء نفسه 00لم أعرف عن أي شيء تتحدث الا قرب نهاية المحاضرة وطبعا لم أفهم من محتوى الموضوع حرفا00خرجت من (الراوند) وبذلك انتهى اليوم الدراسي 00قال لي أحد زملائي : تبدو هذه السنة الخامسة شديدة الصعوبة قلت له :نعم00ولكنني في الحقيقة لم أكن أشعر بأي نوع من القلق او التوتر أو الرغبة في بدء العمل 00فقط بالضجر0

٢١‏/٩‏/٢٠٠٧

قضية ابراهيم عيسى ومحاكمة عزرائيل2

يوم جديد
لم يبق شيء سوى صمت يسامرنا
وطيف ذكرى يزور القلب أحيانا
..................................
واليوم أجري وراء العمر منتظرا
ما لا يجيء كأن العمر ما كانا
شعر00فاروق جويدة
قصيدة00كأن العمر ما كانا
نشرت الدستور الأسبوعية عدد 19 سبتمبر تحقيقا عن البورصة المصرية أواخر الشهر الماضي ، مفاده أن شائعة صحة الرئيس لم يكن لها تأثير على البورصة وأن البورصة المصرية مستقرة وحققت تقدما على العام السابق وقد حدث لها انخفاض مؤقت بسبب أزمة الرهن العقاري الأمريكي التي أثرت على كل بورصات العالم 00ونشرت على لسان خبراء اقتصاد واستثمار أن سحب 350 مليون دولار هو أمر عادي في البورصة التي تعتمد على تداول الأموال وأن المستثمرين لا يبنون حركة البيع والشراء على شائعات وأن ما يقال عن هروب المستثمرين غير صحيح00
لا أدعي انني أفهم شيئا في أمور البورصة والاستثمار ، وعبثا حاولت أن أفهم شيئا من النشرات الاقتصادية وحديثها عن فتح واغلاق الأسهم وأسعار البيع والشراء لكنّ محاولاتي ذهبت أدراج الرياح00عموما أتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحا وألا يكون الاقتصاد من الضعف بحيث تهزه شائعة ضالة أو ينهار لأن نفسا قد عادت الى ربها00وألا نحاكم عزرائيل على أداء وظيفته!0

٢٠‏/٩‏/٢٠٠٧

مصادفة00

يوم جديد
أيها الحب الشتائي الذي
قد تصبانا ولا نملك غيره
أنت مأوانا ومبكانا اذا
عدنا ورحنا نتساند
نحن جربناك لم تخذل خطانا الراعشه
حين أنعمت على القلب بدفء ودثار
وتنسمناك روحا يمنح المعنى
لكون فاقد المعنى
ويعطينا مفاتيح النهار
شعر00فاروق شوشة
قصيدة00شجون عام جديد
ديوان00أحبك حتى البكاء
كان يوما طويلا بحق00كان عليّ أن أنتهي من كتابة البحث وأذهب لطباعته حتى أقدمه في اليوم التالي لأستاذي في الكلية00انتهيت منه مع حلول المساء وذهبت الى مكتب الطباعة حتى أطبعه00دخلت وجلست على الأريكة منتظرا أن يفرغ صاحب المكتب من زبائنه شرعت أتسلى بالنظر في كل اتجاه حتى لفت انتباهي ذلك الجالس في الناحية الأخرى00لم يكن منتبها اليّ دققت النظر أكثر00انه هو بالفعل 00معلمي المحبب الذي كان يدرس لي في المرحلة الثانوية00قمت وناديته فالتفت اليّ وتهلل وجهه لرؤيتي 00تعانقنا بحرارة حقيقية-أمر لم يحدث لي منذ فترة طويلة- أكثر من ثلاث سنوات مرت دون أن نلتقي وحوالي عامان منذ أخر مرة تحدثت اليه للاطمئنان على صحته 00هو أحب معلميّ الى قلبي وقد كنت مفضلا عنده كذلك 00لكم يذكّرني بأيام كنت أعرف فيها غاية لكل ما أفعل وأجد متعة في أبسط الأشياء رغم ما كنت أبذل فيها من جهد وما يعتريني من تعب 00وليست المشكلة في أن تتعب ولكن المشكلة أن تتعب دون هدف وأن تفقد الحماس والرغبة لعمل أي شيء 00تبادلنا التحية والسؤال عن الأحوال 00أجبته : الحمد لله00
سكت لحظة ثم قال : تبدو كمن سار في طريق لمسافة طويلة ثم وقف يتساءل ان كان هذا هو الطريق الصحيح أم لا00
ألجمتني الدهشة للحظات00كيف عرف ما بداخلي في لحظة واحدة ولخّص مشكلتي في كلمات قصيرة؟00كيف نفذ الى نفسي دون أن أنطق مع أن المقربين جدا مني لا يتفهمون ما أشعر به ولا يحسونه ؟00قلت : هل الأمر ظاهر عليّ بهذا الشكل؟00واتتني رغبة أن أفتح قلبي بكل ما فيه وأشكو من كل ما يضايقني لكن المفاجأة والحماس جعلا أفكاري مشوشة ورحت أتحدث عن أشياء متفرقة دون ترتيب 00واساني بكلمات رقيقة وقال انه واثق من أني سوف أنجح وأتغلب على أية عقبات 00ابتسمت وسألته عن أحواله 0أجاب : أنا -والحمد لله -سعيد وقد اكتشفت أن السعادة ارادة داخلية 00ما دمت قريبا من الله ومرتاح البال فعليك أن تجد السعادة فيما قسمه الله لك00سألني عن سبب مجيئي للمكتب00اّااه كنت قد نسيت ! أعطيت الاسطوانة لصاحب المكتب حتى يطبعها 00ساد صمت لدقائق قطعته أسئلة عابرة عن الصحة والعمل00اخذت أوراقي وسألته عن رقم هاتفه القديم فاجاب بأنه قد تغير00ثم أضاف باسما بأنه -أخيرا- اشترى هاتفا محمولا لكنه للاسف لا يحفظ رقمه! ابتسمت وأخذت رقم المنزل الجديد وطلب رقمي وتواعدنا على اتصال أو لقاء قريب00 عدت الى المنزل منتشيا أرفل في حالة من السكون الجميل لكن مهلا00نسيت أن أدفع الحساب ! ونسيت مواد أخرى كنت أريد طباعتها ! ركبت السيارة مرة أخرى عائدا للمكتب 00سالني استاذي باسما عن سبب العودة فاجبته وأضفت : لي نصيب أن نجلس معا فترة أطول00أنهيت أوراقي وتأكدت من أنني لم أنس شيئا هذه المرة00
منذ أيام قليلة اتصلت به لأهنئه بالشهر الكريم 00حالة السكون والنشوة عادت اليّ بمجرد سماع صوته 00هنأته بالعام الدراسي الجديد وسالته عن أولاده 00كانت اجابتي عن سؤاله عن اخباري تشبهها في المرة السابقة : الحمد لله بخير00قال : هناك حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-يقول ما معناه أن ثمة ذنوبا لا يكفرها الا الكد 000كأنه يرشدني الى هدف لما ابذله من جهد والى نتيجة سوف تتحقق من خلاله 00ودعني شاكرا اتصالي وكنت انا من يحتاج الى أن يشكره00

١٩‏/٩‏/٢٠٠٧

في موكب الحياة

مازلت بين الموج لم
أغرق ولا نلت النجاه
ما بين صدر ضائق
وبسمة فوق الشفاه
تمضي بنا الأيام لا
ندري الى أي اتجاه
ونثور احيانا ونسأل
أي معنى للحياه ؟

١٧‏/٩‏/٢٠٠٧

أصداء السيرة الذاتية3


يوم جديد

يا زمانا يمر كالطير مهلا

طائر أنت ؟ويك! قف طيرانك

أهناء الساعات !تجري وتعدونا

عطاشا فقف بنا جريانك

ويك دعنا نمرح بأجمل أيام

ونلقى من بعد خوف أمانك

واذا نحن لذة العيش ذقناها

ومرت بنا فدر دورانك!0

شعر00الشاعر الفرنسي لامارتين

قصيدة البحيرة

ترجمة علي محمود طه

نعود اليوم لاستكمال ما بدأناه عن أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ

سوف نتحدث عن الشيخ عبد ربه التائه الذي تحتل حكاياته وحكمه الثلث الأخير من الكتاب00 عبد ربه التائه رمز للتصوف والحكمة

كان اول ظهوره حين سمعوه ينادي: ولد تائه يا أولاد الحلال 00فقدته منذ سبعين عاما فغابت عني أوصافه_ربما يرمز للطفولة التي شهدت البراءة والسعادة وضاعت منه بعد أن كبر_ يجتمع الشيخ مع اصحابه في كهف بالصحراء حيث ترمي بهم فرحة المناجاة في غيبوبة النشوات كما يقول محفوظ 00حتى وصفوا بالسكارى ووصف كهفهم بالخمارة 00هذا الكهف يقال ان سيدة رائعة الجمال كانت تطوف به وأنها سوف تختار منه قرينها ذات يوم 0جاء كثيرون لكنهم يئسوا أما الشيخ وأصحابه فقد صمدوا للنهاية 00ليس الشيخ عبد ربه صوفيا يكره الدنيا أو يزهد متعها بل هو يحب النساء والطعام والغناء والشعر والمعرفة يقول انها نعم من الملك الوهاب وان محور طريقته هو حب الدنيا وعدوه الهروب00

يحكي الشيخ عبد ربه في قصة: على وشك الهروب00

أغرتني نشوة الطرب ذات مرة بالتمادي في الطرب حتى طمعت أن أثب مرة من الطرب الأصغر الى الطرب الأكبر، فسألت الله أن يكرمني بحسن الختام00عند ذاك همس في أذني صوت:"لا بارك الله في الهاربين" 0

هذا يذكرني بجملة قرأتها لنجيب محفوظ في أحد حواراته مع الكاتب محمد سلماوي حين قال انه قد أعجب بالصوفية لكن هذا الاعجاب لم يجعله زاهدا في الدنيا بل مقبلا عليها ولكن بعد معرفة حقيقية بها00

ثم يحكي عبد ربه في قصة العريس عن مثله الأعلى

رجل طيب تجلت كراماته في المداومة على خدمة الناس وذكر الله ، وفي عيد ميلاده المائة سكر ورقص وغنى وتزوج من بكر في العشرين0 وفي ليلة الدخلة جاءت كوكبة من الملائكة فبخرته ببخور من جبل قاف0

الجزء الأخير من الكتاب يمتلئ بحكم مكثفة للشيخ عبد ربه منها 00

افعل ما تشاء ولكن بشرط ألا تنسى وظيفتك الأساسية وهي الخلافة0

ما أجمل ان ترحل عنها وقد ازداد كل منكما بصاحبه رفعة0

وأحيانا على هيئة ردود على أسئلة الكاتب00

الرحمة

سألت الشيخ عبد ربه التائه: كيف لتلك الحولدث أن تقع في عالم هو من صنع الرحمن الرحيم؟

فأجاب بهدوء: لولا أنه رحمن رحيم ما وقعت!0

ثم نصل الى القصة الأخيرة بعنوان الفرج حيث يتجمع الأصحاب في الكهف لايتخلف أحد وينظر الجميع نحو باب الكهف يقول محفوظ

وفي لهفتنا رأته البصيرة وسمعته السريرة 00شيء من أفكار الصوفية عن تكشف الحجب والوصول الى حقيقة النفس والدنيا أو ربما

هي اشارة لساعة الحشر وتبين الخاتمة0

١٦‏/٩‏/٢٠٠٧

مع أصداء السيرة الذاتية2


فاذا وقفت أمام حسنك صامتا

فالصمت في حرم الجمال جمال

شعر 00نزار قباني

قصيدة00الى تلميذة

ديوان00الرسم بالكلمات
سألتزم بنصيحة نزار وأعرض عليكم بعضا من أجمل ما كتب محفوظ في أصداء السيرة الذاتية مكتفيا بالصمت أمام جمالها الساحر00

شكوى القلب

ثقل قلبي بعد أن أعرض عني الزمن وراح الطبيب يبحث عن سر علته في الصورة التي طبعتها الأشعة 0تأملته بفضول حتى خيل اليّ أنه يراني كما أراه وأننا نتبادل النظر 0وجالت ايضا نظرة عتاب في عينيه فقلت له كالمعتذر :طالما حملتك ما لا يطاق من تباريح الهوى

فاذا به يقول : والله ما أسقمني الا الشفاء !00



الراقصان

قال الشيخ عبد ربه التائه : ما روعني شيء كما روعني منظر الحياة وهي تراقص الموت على ذاك الايقاع المؤثر الذي لا نسمعه الا مرة واحدة في العمر كله 0



الحركة

جاءني قوم وقالوا انهم قرروا التوقف حتى يعرفوا معنى الحياة ، فقلت لهم تحركوا دون ابطاء فالمعنى كامن في الحركة00

مع أصداء السيرة الذاتية2

يوم جديد
كلما رفرف بالايمان صدري
وسرت أشواقه الكبرى بثغري
ثملت روحي من الحب ولاذت عند بابك
ورنا قلبي فشاهدت السنا خلف حجابك
قوتي منك ومنها تنهل الحمد شفاهي
وتغني رب سبحانك دوما يا الهي
شعر00محمود حسن اسماعيل
قصيدة00تاهت في العبير
ديوان00قاب قوسين



الطرب
اعترض طريقي باسما وهو يمد يده ،تصافحنا وانا أسال نفسي عمن يكون هذا العجوز ،وانتحى بي جانبا فوق طوار الطريق وقال:نسيتني ؟! فقلت في استحياء :معذرة انها ذاكرة عجوز00
قال: كنا جيرانا على عهد الدراسة الابتدائية وكنت في اوقات الفراغ أغني لكم بصوت جميل ، وكنت انت تحب التواشيح00
ولما يئس مني تماما مد يده مرة أخرى قائلا: لا يصح ان اعطلك اكثر من ذلك00
قلت لنفسي ك ياله من نسيان كالعدم بل هو العدم نفسه ولكنني كنت ومازلت أحب سماع التواشيح00
اشياء كثيرة تسقط من الذاكرة00لكن بعض الاشياء التي أحببناها تبقى معنا ولاننساها 00لقد نسي جاره القديم تماما لكن حبه للتواشيح لم يفارقه 00أشخاص نعرفهم وتجارب نمر بها قد نتصور أنها نسيت تماما لكن الخبرات والمشاعر التي تتركها بداخلنا لا تمحى بمرور الزمن00
الفائز
قال الشيخ عبد ربه التائه: ذاع في الحارة ان المرأة الجميلة ستهب نفسها للفائز وانهمك الشباب في السباق بلا هوادة00
ومضى الفائز الى المراة ثملا بالسعادة مترنحا بالارهاق 0وعند قدميها تهاوى قرينا للوجد فريسة للتعب0وظل يرنو اليها مطمئنا حتى لعب النعاس باجفانه00
لو فسرنا المراة الجميلة على أنها الدنيا التي تسابق عليها الناس فالقصة تشير الى من يضيعون أعمارهم في الركض المحموم نحو أطماع الدنيا دون ان يعطوا أنفسهم فرصة لالتقاط الأنفاس والاستمتاع بما حققوه فعلا من أهداف ومنجزات00حتى يغيبهم الموت في النهاية وقد عاشوا أعمارهم كلها في تعب متواصل00

١٥‏/٩‏/٢٠٠٧

صورة00

يوم جديد
نعود لاغترابنا
يشدنا انكسارنا وضعفنا
الى الرسائل القديمة المكدسة
الى الرسائل البعيدة الأمد
لعلنا نجد
من كان يضمر الحنان
من كان يستطيع ان يحبنا في غابر الزمان
شعر00محمد ابراهيم أبو سنة
ديوان00قلبي وغازلة الثوب الازرق
أين المفاتيح؟! صحت غاضبا وأنا أفتح الأدراج وأقلب ما فيها بعنف00حين رأيتها في قاع الدرج 00صورة قديمة لجدي رحمه الله لم ارها منذ وقت طويل0توقفت مكاني وشعرت ان كل شيء من حولي قد توقف00اّاااه كم أفتقدك ياجدي العزيز00هذه البسمة العذبة والعيون التي تشع طيبة والشيب المحبب00اتذكرك وأنت في جلبابك الأبيض الناصع خارج للصلاة او عائد منها00اتذكرك وانت ممسك بكتاب الله الذي كنت تحفظه وتقرأ فيه بخشوع00تدين سمح جميل00سلام كامل يملأ النفس التي تشعر قربا ومودة مع خالقها00لم تعرف التطرف او المغالاة او الغضب الذي يخرج من النفس أسوأ ما فيها_لا أذكر أني رايتك مرة غاضبا من شيء أو من أحد دائما تسامح الجميع00اّااه يا جدي الطيب 00كم أنا في حاجة اليك الاّن00كم أنا في حاجة لأن القي لديك همي 00واخرج كل ما في صدري لأضعه بين يديك00حتى أخرج من الحيرة التي تحاصرني من كل جهة ومن الكاّبة التي تفسد عليّ الحياة00شيء ما يحدثني انك لو كنت موجودا الاّن لكان لديك العلاج الشافي مما انا فيه00ولكنت الدليل الذي ياخذ بيدي بعد أن تشابهت عليّ الطرق وعز الوصول00
لم أرث شيئا من ملامح وجهك ولا هذه السكينة التي كانت ترافقك كظلك _لكنك ربما لم تصل اليها الا بعد حيرة كحيرتي واخذ و رد مع الدنيا00 من يدري؟_ لم أرث عنك سوى جمال الخط 00ذلك الذي كنت تعلمني اياه وانا بعد طفل صغير00لكن حاجتي لك لم تكن مثلها الاّن ولا براءة الطفل تشبه حيرة من يبدا عقده الثالث من العمر00لكن كيف يمكن الوصول اليك؟00
أعدت الصورة الى مكانها واغلقت الدرج 00ربما أفضل ما أفعله الاّن أن أقرا له الفاتحة00عدت للبحث عن المفاتيح لكن غضبي كان قد تلاشي وحل محله شجن شفيف00

١٤‏/٩‏/٢٠٠٧

مع أصداء السيرة الذاتية 1


يوم جديد

يا نفس ما هذا الأسى والكدر

قد وقع الاثم وضاع الحذر

هل ذاق حلو العفو الا الذي

أذنب 00والله عفا واغتفر

من رباعيات عمر الخيام

ترجمة احمد رامي




فاتك الكثير لو لم تكن قرأت هذا الكتاب00أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ

والكتاب ليس سردا لسيرة حياة محفوظ كما قد يظهر من عنوانه00لكنه عبارة عن مواقف متفرقة كتبت على شكل ومضات لامعة تكشف جوانب من الحياة والبشر والحكمة بأسلوب غاية في الاختصار والعذوبة والصفاء حتى أنه أقرب لروح الشعر منه للنثر00سوف اطلعك على بعض هذه الأصداء معلقا على بعضها وصامتا أمام البعض الاخر00وأرجو أن تشاركني بارائك وتعليقاتك00 البلاغة

قال الأستاذ: البلاغة سحر

فأمّنا على قوله ورحنا نستبق في ضرب الأمثال00ثم سرح الخيال الى ماض بعيد يهيم في السذاجة0تذكرت كلمات بسيطة لا وزن لها في ذاتها مثل: أنت 00فيم تفكر 00يالك من ماكر00

ولكن لسحرها الغريب الغامض جن أناس وثمل اّخرون بسعادة لا توصف00

حقا ليست البلاغة فقط في فخامة اللفظ وزخرف العبارات فبعض كلمات تافهة قد يكون تأثيرها في النفس أكبر واعمق اذا خرجت من شخص له مكان ومكانة في القلب00أواذا خرجت من قائلها حاملة صدقا حقيقيا ومشاعر جياشة00فالكلمات التي أوردها محفوظ قد تكون من حبيبة مثلا او من أم وتكون ذكراها في القلب أجمل من ألوف الحكم والأبيات00أعادتني البلاغة الى كلمات لعباس العقاد في مقدمة ديوانه عابر سبيل00يقول

كلمة "أنا حاضرة" اذا كتبتها معشوقة الى عاشق حملت اليه من الفرحة والشوق وأشاعت في نفسه من الأمل واللذة ما تضيق عنه اشعار العبقريين ورسائل البلغاء وهي تعد من أتفه الجمل التي يتالف منها الكلام المركّب المفيد00

ثم يقول في موضع اّخر00

ان احساسنا بشيء من الأٌشياء هو الذي يخلق فيه اللذة ويبث فيه الروح ويجعله معنى شعريا تهتز له النفس أو معنى زريا تصدف عنه الانظار وتعرض عنه الاسماع0

ولنا عودة مع صدى اّخر00

١٣‏/٩‏/٢٠٠٧

قضية ابراهيم عيسى ومحاكمة عزرائيل


يوم جديد

ان لم اكن أخلصت في طاعتك

فانني أطمع في رحمتك

وانما يشفع لي أنني

قد عشت لا أشرك في وحدتك

من رباعيات عمر الخيام

ترجمة احمد رامي



أولا وقبل كل شيء 00رمضان كريم

أمرت النيابة العامةبتقديم أبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور للمحاكمة أمام محكمة جنح بولاق في الأول من أكتوبر

كان هذا هو الخبر الذي تصدر الصفحة الأولى في جرائد الأمس 00قد يصيبك بالضيق أو الغضب أو حتى الملل كل هذا ليس جديدا

وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي لهذه القضية لا يخفى على أحد وأنها ما هي الا حلقة جديدة في سلسلة محاولات النظام للتخلص من عيسى _المعارض المزعج_ومن جريدة الدستور00بدات الحلقات _لمن لم يتابعها_باغلاق الاصدار الأول من الدستور ومنع روايتين لعيسى ثم كان اخرها القضية التي اتهمه فيها محام من وراق العرب بنشر أخبار كاذبة تثير الرعب_لاحظ طرافة التهمة_وانتهت منذ أشهر قليلة بغرامة مالية00

ها هو جزء جديد في المسلسل السخيف_بدأ قبل رمضان بالمناسبة_لكن تعال نلق نظرة على التهم هذه المرة

اولا: تعمد نشر شائعات وبيانات وأخبار كاذبة بسوء قصد00لا أعرف كيف يمكن تحديد سوء القصد من حسن القصد

الحاق الضرر بالمصلحة العامة00ولم أكن أعرف ان هناك شيئا في القانون اسمه الضرر بالمصلحة العامة فما هي هذه المصلحة ومن الذي يمكنه تحديد ان هذا الشيء فيه مصلحة عامة أو لا00الامر اشبه بتهمة الاساءة لسمعة مصر أو اثارة الفتنة أو زعزعة استقرار الوطن تلك التهم المطاطة التي ليس لها اي معنى وليست سوى ادوات بطش تستخدمها الانظمة في التخلص من معارضيها00راجع تدوينة بلد بتاعة شعارات صحيح00

تقول حيثيات الاتهام ان هذه الشائعة أدت الى سحب استثمارات أجنبية من البلاد بأكثر من 350 مليون دولار!!هذا الى جانب انخفاض مؤشر البورصة بصورة غير عادية بسبب شائعة مرض الرئيس فتدافع المستثمرون لبيع وتسييل استثماراتهم تجنبا لحدوث خسائر اكبر!! دعك من سذاجة أن تكون الدستور مسئولة عن كل هذه الكوارث وهي التي لا توزع أكثر من 150 ألف نسخة على أقصى تقدير وتامل معي الكارثة الاكبر00كل هذا الخراب بسبب شائعة ساذجة عن مرض أو وفاة الرئيس! ماذا لو كانت حقيقة ؟البورصة تنهار والوضع الاقتصادي للبلاد يتدهور والمستثمرون يفرون بأموالهم كل هذا لان الرئيس مات!! أليس الرئيس بشرا شارف على الثمانين ومن الطبيعي بحسابات الطب والحياة والمنطق أن يمرض أو يموت؟؟هل ستموت الدولة ويجوع 75 مليونا لوفاة شخص واحد؟؟ هل الوضع الاقتصادي كله متوقف على نفس يدخل واخر يخرج من رئتي الرئيس؟! ماذا لو مات فعلا؟ هل نحاكم عزرائيل أم سنرغمه على تعويض كل هذه الخسائر؟!!0

ملحوظة00أشعر اني تأثرت كثيرا بأسلوب ابراهيم عيسى في هذا المقال وربما ذلك بسبب طبيعة الموضوع00

٨‏/٩‏/٢٠٠٧

وزير الزراعة تاه في واحة الغروب


يوم جديد


وتساءلت اذ مررت بنجد

أطويل طريقنا أم يطول؟

وكثير من السؤال اشتياق

وكثير من رده تعليل


شعر00أبو الطيب المتنبي



منذ شهر مضى ، وبينما كنت اقرا رواية بهاء طاهر الاخيرة واحة الغروب،لفت انتباهي خبر بجريدة المصري اليوم ،عن وزير الزراعة السيد أمين أباظة الذي ضل طريقه أثناء زيارته الى واحة سيوة من اجل تفقد بعض المشروعات الزراعية بالواحة00

تدور احداث رواية بهاء طاهر في نهاية القرن التاسع عشر بعد احتلال الانجليز لمصر00وتحكي عن الضابط محمود عبد الظاهر الذي ترسله السلطات البريطانية مامورا على واحة سيوة00كان ذهابه الى هناك نوعا من العقاب لان السلطات البريطانية رات انه تعاطف مع العصاة_الثورة العرابية_فقررت ارساله في رحلةخطيرة خاصة ان الكثير من القوافل تتعرض للهلاك بان تضل الطريق او تهب عليها الرياح او تلدغ راكبيها الثعابين او تهاجمهم الذئاب والضباع00كل هذا فضلا عن ان اهل الواحة انفسهم يكرهون الحكومة

بسبب الضرائب التي تفرض عليهم ويعاملون الشرطة بعداء شديد لانها تاخذ ثروات الواحة دون وجه حق000

هبت عاصفة شديدة على قافلة محمود راى فيها الموت بعينيه00لكن الغريب انه لم يعد يخاف الموت عندما اقترب منه بشدة بل استراح اليه وتمني ان يذهب اليه سريعا لكن العاصفة انتهت فجاة كما بدات واعادت محمود للحياة مرة اخرى

ضل الوزير طريقه رغم وجود دليل من اهل الواحة ونفد وقود سيارته كما فقد الاتصال بالوزارة ومديرية امن مطروح وظل عالقا في منطقة جبل جهنم ولم ينقذه الا المسئولون في مقر المخابرات العامة لحرس الحدود الذين قلقوا لتاخره وقاموا بعمل مسح ميداني للمنطقة حتى عثروا عليه00


أسلمت الصحراء الواسعة محمود الى تاملاته00فبدا يفكر في نفسه ويتذكر ماضيه وحاول ان يفتش عن ازمته الحقيقية التي تمنع عنه اي احساس بالسعادة والرضا عن حياته00


ترى هل كان الوزير يفكر في في أزمته؟ هل كان يفكر في المبيدات المسرطنة التي تتحدث الصحف عن عودتها الى دخول مصر في عهده؟هل كان يفكر في القطن المصري _الذي كنا نتباهى به_ واصبحنا نسمع انه لم يعد قادرا على المنافسة عالميا؟



واجه محمود الكثير من المشاكل في الواحة وفي علاقته بزوجته الايرلندية وتوصل الى حقيقة ازمته 000كان محمود بعد هزيمة عرابي واعوانه قد تعرض للتحقيق وانكر علاقته بالثورة او مساعدته لها بل زاد ووصف الثوار بالبغاة وذلك لينقذ نفسه من السجن او التسريح من العمل00ظل طوال هذه السنوات يشعر بالجبن والتخاذل00وقرر انه لا يمكن ان يعيش منقسما الى نصف شجاع ونصف جبان وانه كان يجب ان يدافع عن مبادئه مهما كلفه ذلك00لم يستطع ان يتحمل حياته بعد ذلك وقرر الهرب من كل شيء وانتحر بالديناميت الذي فجره في نفسه وفي معبد ام عبيدة0*00


لكن هل وصل الوزير الى حقيقة ازماته؟وهل سيحلها ام انه سيهرب هو الاخر حتى لو اتخذ طرقا اخرى غير الانتحار؟؟

ثم ماذا عن سيوة نفسها؟في القرن التاسع عشر كان اهلها لا يتحدثون العربية ويعتبرون المصريين غرباء وربما غزاة جاءوا ياخذون ثمار الواحة00ترى هل شعرت مصر حقا ان سيوة جزء منها ام انها تلقى التجاهل مثل سيناء والنوبة؟أظنها لا تلقى الاهتمام الكافي بدليل ان احدا من وزراء الزراعة السابقين لم يزر الواحة من قبل _كما يقول الخبر_ كما ان اهل الواحة يشكون من زيادة المياة الجوفية التي تفسد زراعة النخيل والزيتون _التي طالما وصفتها الرواية_ لكن الوزير امين اباظة قد فعلها ووعد بحل مشاكل سيوة

فهل يجد حلولا لواحة الغروب ولنفسه؟ 00

٢‏/٩‏/٢٠٠٧

شباب ملعون

يوم جديد
لم تكوني أبدا لي انما
كنت للحب الذي من سنتين
قطف التفاحتين الحلوتين
ثم ألقى ببقايا القشرتين
وبكى قلبك حزنا فغدا
دمعة حمراء بين الرئتين
وأنا قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
ومحت فيه طلاء الشفتين
ولوته في ارتعاشات اليدين!!0
شعر00أمل دنقل
قصيدة00استريحي
ديوان00مقتل القمر
أحد أيام الجمعة00اتخذت مكاني في المسجد الذي أرتاده للصلاة وبدأت الاستماع للخطبة000لم يخيب ظني امام المسجد وأتحفني -كعادته_بخطبة عصماء صب فيها ألوان الهجوم على الشباب بدعوى تفاهتهم وفساد أخلاقهم واضاعتهم للوقت في المصايف الماجنة وعلى المقاهي وامام التلفاز المفسد، وليس هذا جديدا 00والحقيقة أن الهجوم على الشباب هو مادة محببة لكثير من الكبار سواء كانوا رجال دين او غيرهم ، اذ يجدون لذة كبيرة في وصفهم بالفشل والاستهتار وسوء الخلق، ثم يذيلون كلامهم _كما فعل الامام_بكلام من نوعيو ان الشباب هم عصب الأمة وبناة مجدها وصانعو مستقبلها00الخ
وانا أوافق على أن الشباب عصب الامة وشريانها ووريدها وربما وعاؤها اللمفاوي ايضا!! لكن هذا الكلام في العالم الاخر أما في بلادنا فالشاب مسئول عن تفتح وعيه على تعليم يقدس التلقين ويعتبر الغباء هدفه الأسمى! ومسئول عن احتراقه واحتراق ذويه في معركة وهمية تسمى الثانوية العامة00ومسئول عن دخوله جامعة غير مصنفة في العالم وغير معترف بها00ومسئول عن البطالة المتفشية والحرمان من حق الوظيفة أو التعيين الجامعي بدعوى عدم اللياقة الاجتماعية00ومسئول عن حرمانه من حق التعبير
السياسي بدعوى امان الوطن واستقراره!0
وليس هذا تنزيها للشباب عن الاخطاء -وهي موجودة-ولا محاولة لتقسيم المجتمع عمريا الى فئات واحزاب متصارعة لكنه رد على اتهامات اصبحت تجري على الالسنة كالامثال الشعبية وأذكر أنه عندما سئل نجيب محفوظ أن يعطي نصيحة للشباب أجاب:"لقد قدمنا للشباب تعليما بائسا واعلاما ساذجا ولا املك لهم الا الاعتذار"00وقد يثير الدهشة ان يعتذر محفوظ وهو العظيم بشهادة العالم كله والمفترض ان يعتذر المخطئ ولكن هكذا الكبار في تواضعهم وموضوعيتهو وتقديرهم لمسئولياتهم 00وليظل الفاشلون يهاجموننا ليل نهار00وليذهب الشباب الى الجحيم!0