١٩‏/١١‏/٢٠٠٨

حدث في مثل هذا اليوم !




يوم جديد
اني لأفزع كلما جاءت
خيول الليل نحوي
يحتويني الهم..يخنقني الضجر
شعر..فاروق جويدة


أقسم أن كل شيء يتكرر !
***
حتى الفيلم الذي ذهبت لأشاهده دفعا للملل كان يحكي عن التكرار ! ففكرة فيلم (زي النهاردة) تقوم على أن البطلة تواجه أحداثا تتكرر بنفس تواريخها..تتعرف على شاب ثم يصارحها بحبه في تاريخ معين ثم يموت لتتعرف على آخر في تاريخ مشابه ويصارحها بالحب في نفس تاريخ مصارحة الأول ، لتجد أن كل شيء يتكرر أمامها ..
***
الصورتان أمامك ليستا لنفس المكان كما قد تظن ، ﺇحداهما لحزب الغد والأخرى لحزب الوفد ، لابد أنك شاهدت أو قرأت عن حريق حزب الغد في السادس من نوفمبر ، حين خرجت مسيرة طويلة لموسى مصطفى موسى وأنصاره أمام الحزب ثم اشتباكات مع جميلة ﺇسماعيل وأنصارها – جبهة نور- الموجودين داخل المبنى ونيران اشتعلت وقنابل مولوتوف ألقيت في الهواء في ظل غياب للأمن ثم اتهامات متبادلة بين الطرفين ،لابد أيضا أنك عدت بالذاكرة لحريق حزب الوفد وصراع نعمان جمعة ومحمود أباظة ..حتى النظام الحاكم لا يغير طريقته في تدمير معارضيه ..الحريق باستخدام الصراعات الداخلية . لا بأس أن أذكرك أن كلا من وصيف الانتخابات الرئاسية أيمن نور وصاحب المركز الثالث نعمان جمعة ذهبا بعد الانتخابات للمصير نفسه..السجن. لا بأس أيضا أن نتذكر أن نور نفسه كان في البدء عضوا بحزب الوفد ..
***
في كل مرة أذهب ﺇلى الكلية بعد ظهور النتيجة ، لكن شاءت الظروف أن أذهب هذه المرة فأجدها لم تعلق بعد وأجلس في انتظارها مصحوبا بتوقعات أعرف أنها ستخيب كما يحدث دوما ..تأتي وأجدني حصلت على التقدير نفسه في المواد كلها بل على نفس النسبة المئوية تقريبا ..وهو بالمناسبة التقدير العام نفسه الذي حصلت عليه في العام السابق وقبل السابق !
***
أقرأ خبرا عن اختيار رئيس لمجلس الشعب ..ولدهشتي أجد الرئيس (الجديد) هو د.أحمد فتحي سرور !
***
بعد سوء النتائج يقرر مجلس ﺇدارة الزمالك تغيير الجهاز الفني المعاون واﻹبقاء على المدير الفني الأجنبي (الذي يتفق الجميع على فشله) ويتم اختيار أحمد رمزي للمهمة (للمرة الثالثة ربما في السنوات الأربع الأخيرة) ليكون أول تصريح للجهاز الجديد بعد اﻹخفاق في الفوز بأول مباراة هو الجملة المأثورة نفسها :
الدوري لا يزال في الملعب
مع أن الفريق يخسر الدوري في كل مرة !
***
في نهاية فيلم (زي النهاردة) تدرك البطلة أنه بتكرار الأحداث سوف يموت خطيبها الثاني في نفس تاريخ وفاة الأول ، لكن محاولتها لمنعه تنتهي بأن تتلقى الرصاصة بدلا منه وتموت هي..وهي ﺇشارة مخيفة للغاية !

١٢‏/١١‏/٢٠٠٨

اشارة على الطريق

يوم جديد
واﻵن أجري وراء العمر منتظرا
ما لا يجيء.. كأن العمر ما كانا !
شعر..فاروق جويدة
قصيدة وديوان..كأن العمر ما كانا

1- توقف ونظرة للوراء..
ها هو يعاود الاتصال مرة أخرى .. لن أرد ، وبعد أن تنتهي المكالمة سأغلق الهاتف نهائيا . لا فلأرد عليه حتى لا يساورهم القلق عليّ ، فلقد تركتهم فجأة ولم أخبرهم بشيء ..يسكت الهاتف . سأحدثه أنا لاحقا ، وأقول له ﺇنني عدت لأمر عاجل أو أن والدتي طلبت مني الحضور . لا سأقول له صراحة ﺇنني شعرت بالضيق وأطلب منه أن يتركني على راحتي ، وسوف يتفهم الموقف .. صحيح أنني من طلبت منهم أن نذهب سوية للمصيف وألححت عليهم بالمجيء رغم مشاغلهم لكنني لا أستطيع أن أستمر ..فالملل الذي ذهبت خصيصا من أجل التخلص منه يكاد يقتلني ..الأيام تشبه بعضها تماما منذ أن تركت العمل بالمصنع ، ولكنها كانت متشابهة أيضا وأنا أعمل به ! تعاودني الحيرة كلما فكرت في الموضوع ، فهل كان الأفضل أن أستمر بدل أن أبقى عاطلا ؟ أم أنني أصبت بترك وظيفة لا علاقة لها بما عكفت على دراسته أربع سنوات بالجامعة ثم سنتين في تحضير الماجستير ؟ لكن أين أجد عملا في مجال تخصصي العلمي وهذه الأبحاث غير متوافرة بالبلاد ولا تلقى اهتمام أحد ؟ فـﺈما أن أسافر للخارج أو أنسى كل ما تعلمته أو أنتظر معجزة تحدث للبلد بأكمله ، لكنني لا أستطيع السفر بسبب والدتي ، فلا يمكن أن أتركها وحدها أو أن آخذها معي – في هذا العمر- ﺇلى بلد مجهول أواجه ظروفا مجهولة . لا ليس هذا السبب الوحيد ، فهناك حاجز بيني وبين السفر.. أشعر أنني لو سافرت ونجحت فلن أكون أنا من نجح ، وﺇنما شخص آخر غريب عني وسأحاول حينها البحث عن نفسي فلا أجدها ، ﺇذا كنت أضل عن نفسي وأنا على الأرض التي نشأت عليها وبين الناس الذين أعرفهم ويعرفونني فهل سأجدها مع الغرباء ؟..لا أعرف تحديدا متى وصلت الى كل هذا القنوط ، فقد كنت أيام الدراسة سعيدا أو لم أكن أفكر في كل هذا ..أبدو كمن يسير بطريق وأوغل فيه ثم نسي ﺇلى أين كان ذاهبا في الأصل ، بل وأين كانت البداية ؟
اندهشت أمي لعودتي المفاجئة وتركي لأصدقائي . طمأنتها بأنني على ما يرام ولم يحدث مكروه ، فقط أصابني الملل فقررت العودة ، ولا أظنها اقتنعت لكنها قالت ضاحكة ﺇنني كنت أشعر بها ، فقد كانت تخطط لشراء أشياء كثيرة ولا تعرف كيف تذهب من دوني ..قلت :
لا مشكلة ..وقتي كله فارغ .

***
لا جدوى . يبدو أنني لن أقدر أن أنام بضع سويعات بعد الظهر ، فها هي ساعة تمر وأنا أتقلب على الفراش والنوم لا يزال بعيدا ، طوال حياتي لم أتعود على أن أنام في النهار ، ولكن ماذا أفضل من النوم يمكن أن يختصر الوقت ويريحني من اجترار أفكاري ؟
مازلت أعجب كيف لـ (صادق) أن يتركني وحيدة ويموت ؟ وهو الذي لم يكن – خلال سبعة وثلاثين عاما من زواجنا- يتخذ قرارا دون مشورتي أو يذهب ﺇلى مكان دون أن يخبرني مسبقا بوجهته ، ثم يأتي ﺇلى أهم وأخطر القرارات فيفاجئني به هكذا ! يرحل في الوقت الذي لم يعد لي فيه سواه ، حتى عيادتي أغلقتها منذ سنة بعد أن فقدت القدرة على العمل .. ما من أحد أراه اﻵن سوى وجهي المتعب في المرآة ولا أحدث سوى نفسي..نفسي أيضا لم تضن عليّ بالكلام وصارت تحيطني بشلال من الأفكار التي لا تنتهي ، وأجد كل السنوات التي عشتها كأنها لحظات من حلم خاطف ..مجرد لقطات تأتي ﺇلى ذاكرتي وتمر مسرعة دون أن أتحقق منها ..دون أن أعرف ﺇلى أين سيوصلني هذا الطريق الطويل . هذا العمر كله مع زوج مخلص ينتهي في لحظة ..نصف ساعة فقط ما بين شعوره بالألم في صدره وبين ﺇغلاق عينيه الى الأبد . كيف يمكن أن تكون حقيقية تلك الحياة الحافلة مادامت تنتهي بهذه البساطة ؟
قضيت أيامي كلها أتابع النساء الحوامل ، أشاهد الأجنة في شاشة الأشعة ، وأتابع مراحل نموهم حتى أخرجهم من أرحام أمهاتهم وأسمع صرخاتهم الأولى ، لكن رحمي أبى أن يحمل جنينا، ولم يستطع الطب الذي تعلمته وأفنيت نفسي فيه أن يساعدني ، حتى أقعدني ضعف المشيب فأغلقت عيادتي وتوقفت عن العمل . بالأمس مررت عليها ونظرت لها من بعيد .. كل شيء في الشارع والبناية طبيعي تماما ، ولا يبدو أن أحدا تأثر بـﺈغلاقها ..أو كأنها لم تكن مفتوحة من قبل ..
ﺇذن فلأنم وقتا أطول ، أو أقرأ ، أو أشاهد التلفاز وأجد العالم كله يتحرك أمامي على الشاشة ، حتى لو كنت أنا أكتفي بمشاهدته من الخارج ، وحتى لو كانت هذه الدراما التي أتابعها ليست سوى وهم يصنعه ممثلون أمام العدسات ويتقاضون عليه أموالا ..الغريب أنه حتى هذا العالم ينتهي كله بضغطة زر !

***
2- سير بغير هدى..

كانت أمي تتحدث ﺇليّ كثيرا بينما كنت أغلب الوقت شاردا ، أكتفي بين حين وآخر بأن أرد باقتضاب أو أهز رأسي ثم أعاود النظر ﺇلى الطريق أمامي . تنقلنا بين أكثر من مكان حيث اشترت نظارة أخرى خلاف نظارتها التي كسرت ، وبعض أغراض للبيت ، ولوحة زيتية من تلك اللوحات التي لا أعرف لماذا تحب اقتناءها ، وكدنا – بعد أن لم يعد بالسيارة مكان لشيء جديد – أن نعود للبيت ، لولا أن قلت لها ﺇننا تعبنا كثيرا من التسوق ولا يصح أن ترهق نفسها في الطبخ بعد ذلك ، وتوقفت بالسيارة أمام أحد المطاعم .
مرت الدقائق بطيئة ونحن في انتظار الطعام ، واصلت فيها شرودي مع دوائر الأفكار المفرغة حتى انتبهت على صوت أمي تقول :
حسام ..هل تعرف هذه المرأة ؟

***
أصبحت أخرج كثيرا ، أخترع أسبابا لأغادر البيت ، مرة لزيارة ﺇحدى صديقاتي ، أو لزيارة أخي وقضاء بعض الوقت مع أبنائه، ومرات للتسوق وشراء لوازمي ، وﺇن لم تعد كثيرة بعدما صرت أعيش بمفردي . قررت اليوم أن أسير ﺇلى مطعم قريب أتناول فيه الغداء ، مع أنني لا أحب أكل المطاعم لكنني في حاجة ﺇلى التغيير ..لم يكن الطعام ممتازا لكن لا بأس به والمكان جديد ذو ألوان مبهجة وبه رواد كثر ، كان حديثهم يصنع جلبة ويعطي المكان روحا . لم أجد بنفسي قوة على السير بعد أن خرجت فوقفت أنتظر سيارة أجرة تقلني ﺇلى البيت حتى وجدت شابا يتقدم مني ويلقي عليّ التحية ، اندهشت أنه يعرفني .

***

3-أضواء في الأفق..

كانت تشير ﺇلى امرأة مسنة تكاد تغادر المطعم .
قلت : لا أعرفها .
قالت وهي تبتسم ابتسامة واسعة وعيناها مليئتان بالدهشة :
ﺇنها د.سامية القاضي ..الطبيبة التي أشرفت على ولادتي ﺇياك.
بدا أنها تعود ﺇلى سنوات مضت . نظرت لها ذاهلا للحظة بعدها وقفت وتحركت بسرعة في اتجاه المرأة ..لكنني توقفت ..ترى ماذا عساي أن أقول لها ؟ لا أعرف..لكنها فرصة ينبغي ألا أضيعها ، حدث مدهش لا يشبه غيره ..ربما خيط بداية أيضا ! فقد كانت شاهدة على أول لحظة لي في هذه الحياة ..كانت قد خرجت في لحظات ترددي فخرجت لأجدها واقفة . شعرها الأشيب ورداؤها الهادئ الأنيق منحاني بعضا من الارتياح لها وتشجعت على الاقتراب :
-مساء الخير.
*مساء النور.
-د.سامية ..أليس كذلك ؟
قالت بدهشة : بلى .
قلت مبتسما:
-أنت لا تعرفينني لكنك أثرت كثيرا في حياتي ، فقد ولدت وجئت ﺇلى الدنيا على يديك .
تغيرت نظرتها .. بدت مستغربة أو شاردة ..قالت بعد لحظة :
*ما اسمك يا بني ؟
- حسام..حسام رأفت .
لم أدر ماذا أقول ..هممت أن أسألها عن لحظة البداية ..لكن كيف أقول هذا ؟ قلت بتلعثم :
-هل كان مجيئي متعسرا ؟ أقصد.. كيف كانت اللحظة الأولى ؟
لم تجب ..لا أظنها فهمت ..ربما أنا نفسي لا أفهم ..أضفت :
-أنا سعيد جدا برؤيتك ، وأحب أن ..أن أشكرك .
مدت يدها تصافحني وشدت على يدي وتركتها وقد أشرق وجهها بابتسامة ..ابتسامة طيبة آسرة ..تشبه ابتسامة أمي كثيرا ..
كلما تذكرت أن حديثي معها كان سببا في هذه الابتسامة العذبة ، أو رأيتها على وجه أمي..ابتهجت.

***
لم يكن وجهه مألوفا لي ..قال:
-لقد أثرت كثيرا في حياتي..فخروجي ﺇلى الدنيا جاء على يديك .
هل يمكن هذا ؟ الشاب يبدو في منتصف العشرينات ، وأنا أعمل منذ ما يقرب من أربعين عاما ..لم لا ؟ تأملته ..شاب قوي ومهذب ..لا بد أنه قادر على صنع طريقه في الحياة ، ولا بد أن أمه التي تعبت في ولادته تفخر به اﻵن ..يقول ﺇنه جاء على يديّ..يديّ اللتين أصابتهما الرعشة وتجعد جلدهما ..معقول ؟اسمه حسام .. قال لي شيئا لم أنتبه ﺇليه ثم صافحني ..كان ممتنا..ثم ودعته وتابعته عيناي يدخل ﺇلى المطعم .
كلما أفكر كم واحدا جاءت به هاتان اليدان المرتعشتان..أطمئن.

٥‏/١١‏/٢٠٠٨

الدوائر التي لا تنتهي

يوم جديد
وريقةً..وريقة ً
يسقط عمري من نتيجة الحائطْ
والورق الساقط ْ
يطفو على بحيرة الذكرى
فتلتوي دوائرا
وتختفي دائرة ً فدائره ْ !
شعر..أمل دنقل
قصيدة..الموت في لوحات
ديوان..البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
(اعذرني ان كنت أبدأ بمقطع شعري سبق لي أن بدأت به في تدوينة أخرى..لكنني وجدته مناسبا هنا ..خاصة أن كل شيء يتكرر !)
1
يقترب وقت الامتحانات ..شيئا فشيئا يقترب ظهري من الجدار ولا أجد مفرا من أفعل ما أصبح يمثل مأساة في حد ذاته..أن أذاكر..رغبتي في حرق هذه الكتب أو تمزيقها تتزايد لكنني أعرف أنني لن أفعل ..لا يحترق سوى أعصابي ولا يتمزق ﺇلا الأيام التي تضيع تباعا ..أكتشف للمرة الألف أن تركيبة عقلي وأسلوب الدراسة يسيران في اتجاهين متعاكسين ، وأنني أحاول الحرث في البحر ، أو أصدم رأسي بالجدار لعله يسقط..مع أن الدماء تتناثر من جبهتي في كل مرة !
***
2
ليلة الامتحان..أحاول أن أحشد هذا الكم من المعلومات في رأسي بأي طريقة حتى صباح الغد ..أكتشف أن هذا غير ممكن وأن ما حفظته منذ ساعات لم أعد أذكر منه حرفا ..أتوتر..أقول ﺇنني يجب أن أنهي الأ جزاء الأهم وليكن بعدها ما يكون ..أشعر بثقل على صدري..أقوم مبكرا لأقرأ المزيد وأصب المزيد في الكأس الممتلئة..أقول ﺇنني لو أملك ساعتين ﺇضافيتين لتحسن الأمر كثيرا ..أكتشف أخيرا أن هاتين الساعتين لا تأتيان أبدا..
***
3
أقف أمام أسئلة قرأتها في الليلة السابقة ولا أذكر شيئا عنها..ألوم نفسي .. ثم أفكر أن هذه نتيجة طبيعية وأنه لم يكم ممكنا أن أتذكر كل هذا ..أهدأ..أشعر بالتحرر مجرد أن أخرج من لجنة الامتحان..أنسى كل شيء عنه بعد ساعات..
***
4
ألعن كل شيء مع بداية الامتحانات الشفوية والعملية ..ألعن نظام الكلية الذي يجعلنا نؤدي الامتحانات التحريرية لكل المواد ثم نعاود أداء امتحاناتها الشفوية والعملية ..أذهب في الثامنة صباحا لأقف في طرقة منتظرا أن ينادى اسمي في أية لحظة..أنتظر ساعتين أو أكثر..أفقد هدوئي وأتوتر..ثم يدفع بي ﺇلى اللجنة فاقدا أي تركيز..
***
5
تسألني الممتحنة بعد أن قرأت اسمي في البطاقة:
لم أنت غاضب يا أحمد ؟
أقول بابتسامة عريضة مصطنعة :
أبدا ..أنا لست غاضبا..
أكذب..
***
6
تطول مدة الامتحانات ..تتجاوز الشهر..أشعر أن هذا الأيام لن تمر..ثم تنتهي..أتحرر من جديد ..ثم أنسى كل شيء من جديد..كأنه لم يكن ..يوم بسنة في طوله وسنة بيوم في تفاهتها كما يقال..لا يبقى في الذاكرة سوى لحظات..حين يسألني الممتحن فلا أجد جوابا ..أحول نظري بين الأرض والمنضدة وأعقد كفيّ متحاشيا النظر ﺇلى وجهه..أهم بقول شيء ثم أتراجع ثم أقول في النهاية منهيا العناء: لا أعرف .
أو حين أخرج فأكتشف أنني كنت أقول كلاما فارغا لا علاقة له بالجواب الصحيح وأن الرجل حاول أن يساعدني لكنني لم أفهم ..
***
7
أفكر أن كل هذا يجب أن ينتهي..لا أجد حلا سوى أن أواصل الانتظار..أنتظر..