٢٩‏/٦‏/٢٠١٣

قبل 30 يونيو

يوم جديد
هذا أنا .. عمري ورق ؟
حلمي ورق ؟ 
طفل صغير في جحيم الموجِ
حاصره الغرق .
شعر ..فاروق جويدة 
قصيدة وديوان ..لو أننا لم نفترق

فعل الإخوان المسلمون كل شيء يدفع بالناس دفعا للميادين في 30 يونيو . لم يتركوا بديلا سوى إسقاطهم ، ولا توجد أية بادرة أمل في تحسين مسارهم أو استماعهم لصوت العقل . آخرها خطاب الرئيس البائس والمزري . في عام واحد فقط حاقت أخطار بالبلاد لم تعرفها من قبل  ، وأصبح استمرارهم كارثة يصعب النجاة من عواقبها على من سيأتي من خلفهم : حدود مستباحة في سيناء ، وتهديد خطير لمنابع النيل في إثيوبيا ، ومقتل شيعة بشكل بشع على يد سنة متطرفين . هل رحيل الإخوان سهل ؟ بالقطع لا . لكنني أتصوره أسهل من رحيل مبارك . صحيح أن هناك من يناصرون التيار الاسلامي على الارض ويرون في الإخوان ممثلين لحكم الله أو حتى يرتاعون من حكم الليبراليين (الكفار) المحتمل . لكن الإخوان لم يبقوا في سدة الحكم 30 عاما . لا يملكون شرطة مبارك ولا القوات المسلحة ستتدخل لحمايتهم . رحيل مبارك نفسه كسر حاجز خوف عظيما ظل يعلو لسنوات . تلك الهالة المحيطة بالرئيس والخوف من مجرد ذكر اسمه بنقد ، ووحش أمن الدولة الرابض ..كل ذلك انتهى إلى الأبد . السؤال هو : هل يريد الشعب فعلا إسقاط الاخوان ؟ هل ما يزال لديه الحماس لذلك ؟ هل مايزال يملك الصبر ويرضى ببذل تضحيات جديدة ؟ العامان الفائتان كانا منهكين حقا . عدد لا بأس به سقط في اليأس والإحباط والكفر بكل شيء . كما أن أسباب العثرة الأولى ما تزال دون حل : لا قيادة يلتف حولها الشعب ، ولا بديل واضح بعد سقوط الاخوان . حسنا : سقط مرسي وأجريت انتخابات مبكرة . من الآتي؟  شفيق ؟ مرشح إسلامي آخر ؟ حكم عسكري جديد ؟ لا يوجد قبول لأي من هذه الخيارات ، ولا استعداد لدى أحد للصبر عليها . الشعب هنا ليس النشطاء وجبهة الإنقاذ ومؤيديها لكنه جموع الناس غير المسيسة .
إذا أصر الشعب على رحيل الإخوان سيرحلون . لن تساندهم شرطة أو جيش وسيترك كثير من مؤيديهم المعركة إن وجدوها خاسرة ، ولن تتورع قياداتهم عن الهرب والنجاة بأنفسهم . لكن إلى أي مدى يصل الإصرار ؟

أنزل غدا : لا أملك اندفاع يناير 2011 وجذوته البكر ، ولا إصرار الهتاف ضد حكم العسكر والحلم برئيس شرعي منتخب ، ولا يحركني الأمل في مصير أفضل . أنزل لأنه ببساطة ليس هناك اختيار آخر .