٦‏/٢‏/٢٠١٠

يوميات (2) ..يومان

يوم قديم

ما زلت أذكر عندماجاء الرحيل

وصاح في عيني الأرق

وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع

وعاد يشطرنا القلق

ورأيت عمري في يديك

رياح صيف عابث

ورماد أحلام

وشيئا من ورق

هذا أناعمري ورق

حلمي ورق

طفل صغيرفي جحيم الموج حاصره الغرق

شعر..فاروق جويدة

قصيدة وديوان .. لو أننا لم نفترق

كانت أول مرة أذهب فيها للكلية حاملا تلك الورقة المهترئة المسماة ببطاقة الترشيح التي كانت تفتح لي الأبواب -لكنني لم ألحظ أنها كانت تصفع من خلفي بعنف- سامح كان أول من التقيته هناك .. طالب بالسنة الثالثة وعضو باحدى أسر الكلية يستقبل الطلاب الجدد - أمثالي- ..كان ودودا الى حد كبير وساعدني في انهاء الأوراق وعمل الكشف الطبي ..قادني سامح الى " مقر الأسرة " وبدت لي الكلمة ذات وقع رنان مع أن المكان لم يكن الا منطقة خالية بين مبنيين قديمين ..قلت:ان المباني تبدو قديمة جدا ..رد سامح:نعم..كليتنا عتيقة للغاية . كنت أشعر بشيء من التوتر لجدة المكان وانتقالي من مرحلة لأخرى ويبدو أن سامح شعر بالأمر فقال: كن على راحتك ..انها كليتك. أذكر ملامحه الدقيقة وهو يتحدث مبتسما : " هذا هو المدرج الذي سوف تدرس به ..لن يكون لك عمل الا أن تأتي الى هنا كل يوم لحضور المحاضرات "تأملت المدرج بعين تكتشف الجديد وتتطلع للاّتي وتمتلئ حماسا ورغبة في التفوق .. هذا مع التهيب لضخامة المكان-بالنسبة لطالب لا يعرف الا الفصول المدرسية-علّق سامح: " ربما ترى المدرج كبيرا ، ستشعر بعد ذلك أنه كعلبة السردين"..كنت محقا هذه المرة يا سامح . ذهبنا الى مكتبة التصوير قال:" لن يكون لك عمل الا أن تحضر المحاضرة ثم تصور الأوراق من هنا" ..لماذا يكرر جملة " لن يكون لك عمل"؟ كأنه كان يعرف أنني حقا سوف أشعر أنني بلا عمل ..لم يكن غريبا اذن أن أول يوم دراسي-السبت- لم يكن فيه عمل ..عندما ذهبت وجدته يوم الاجازة الأسبوعية لكنني لم أنتبه للاشارة وقتها .

(أجزاء مما كتبت هنا من قبل)

*************

يوم جديد
طال انتظاري للربيع يرجع
والجو يدفا والزهور تطلع
عاد الربيع عارم عرمرم شباب
إيه اللي خلاني ابتديت أفزع
عجبي !

من رباعيات صلاح جاهين

أقف مع جمع كبير من زملائي . نتبادل التهنئة بالخلاص ونلتقط بعض الصور . أخيرا أتى اليوم الذي أولي فيه ظهري للكلية دون رجعة . آخر يوم كان امتحانا لأمراض النساء والولادة . هل هي الإشارات مرة أخرى ؟ هل يعني بأنني سأولد من جديد في هذه اللحظة ؟ تصورته - قبل أن يأتي - يوما مشحونا بانفجار بعد كبت طويل . لكنه لم يكن كذلك . أغلب شعوري هو عدم التصديق ، وعدم التوازن . لذلك ربما تأتيني هذه المنامات الغريبة وأصحو مرهقا . قدمي على الشاطئ ولازلت أشعر أنني على حافة الموج . الشيء الوحيد الذي أشتهيه بوضوح الآن هو صرخة . صرخة عالية طويلة تشق الأفق . صرخة يسود بعدها الصمت وتبدأ كل الموجودات من البداية الأولى كأن لم يكن قبلها شيء . وهل في ذلك من عجب ؟ أليس أول ما يفعله الوليد هو الصراخ ؟