٥‏/١١‏/٢٠٠٨

الدوائر التي لا تنتهي

يوم جديد
وريقةً..وريقة ً
يسقط عمري من نتيجة الحائطْ
والورق الساقط ْ
يطفو على بحيرة الذكرى
فتلتوي دوائرا
وتختفي دائرة ً فدائره ْ !
شعر..أمل دنقل
قصيدة..الموت في لوحات
ديوان..البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
(اعذرني ان كنت أبدأ بمقطع شعري سبق لي أن بدأت به في تدوينة أخرى..لكنني وجدته مناسبا هنا ..خاصة أن كل شيء يتكرر !)
1
يقترب وقت الامتحانات ..شيئا فشيئا يقترب ظهري من الجدار ولا أجد مفرا من أفعل ما أصبح يمثل مأساة في حد ذاته..أن أذاكر..رغبتي في حرق هذه الكتب أو تمزيقها تتزايد لكنني أعرف أنني لن أفعل ..لا يحترق سوى أعصابي ولا يتمزق ﺇلا الأيام التي تضيع تباعا ..أكتشف للمرة الألف أن تركيبة عقلي وأسلوب الدراسة يسيران في اتجاهين متعاكسين ، وأنني أحاول الحرث في البحر ، أو أصدم رأسي بالجدار لعله يسقط..مع أن الدماء تتناثر من جبهتي في كل مرة !
***
2
ليلة الامتحان..أحاول أن أحشد هذا الكم من المعلومات في رأسي بأي طريقة حتى صباح الغد ..أكتشف أن هذا غير ممكن وأن ما حفظته منذ ساعات لم أعد أذكر منه حرفا ..أتوتر..أقول ﺇنني يجب أن أنهي الأ جزاء الأهم وليكن بعدها ما يكون ..أشعر بثقل على صدري..أقوم مبكرا لأقرأ المزيد وأصب المزيد في الكأس الممتلئة..أقول ﺇنني لو أملك ساعتين ﺇضافيتين لتحسن الأمر كثيرا ..أكتشف أخيرا أن هاتين الساعتين لا تأتيان أبدا..
***
3
أقف أمام أسئلة قرأتها في الليلة السابقة ولا أذكر شيئا عنها..ألوم نفسي .. ثم أفكر أن هذه نتيجة طبيعية وأنه لم يكم ممكنا أن أتذكر كل هذا ..أهدأ..أشعر بالتحرر مجرد أن أخرج من لجنة الامتحان..أنسى كل شيء عنه بعد ساعات..
***
4
ألعن كل شيء مع بداية الامتحانات الشفوية والعملية ..ألعن نظام الكلية الذي يجعلنا نؤدي الامتحانات التحريرية لكل المواد ثم نعاود أداء امتحاناتها الشفوية والعملية ..أذهب في الثامنة صباحا لأقف في طرقة منتظرا أن ينادى اسمي في أية لحظة..أنتظر ساعتين أو أكثر..أفقد هدوئي وأتوتر..ثم يدفع بي ﺇلى اللجنة فاقدا أي تركيز..
***
5
تسألني الممتحنة بعد أن قرأت اسمي في البطاقة:
لم أنت غاضب يا أحمد ؟
أقول بابتسامة عريضة مصطنعة :
أبدا ..أنا لست غاضبا..
أكذب..
***
6
تطول مدة الامتحانات ..تتجاوز الشهر..أشعر أن هذا الأيام لن تمر..ثم تنتهي..أتحرر من جديد ..ثم أنسى كل شيء من جديد..كأنه لم يكن ..يوم بسنة في طوله وسنة بيوم في تفاهتها كما يقال..لا يبقى في الذاكرة سوى لحظات..حين يسألني الممتحن فلا أجد جوابا ..أحول نظري بين الأرض والمنضدة وأعقد كفيّ متحاشيا النظر ﺇلى وجهه..أهم بقول شيء ثم أتراجع ثم أقول في النهاية منهيا العناء: لا أعرف .
أو حين أخرج فأكتشف أنني كنت أقول كلاما فارغا لا علاقة له بالجواب الصحيح وأن الرجل حاول أن يساعدني لكنني لم أفهم ..
***
7
أفكر أن كل هذا يجب أن ينتهي..لا أجد حلا سوى أن أواصل الانتظار..أنتظر..

ليست هناك تعليقات: