١٩‏/٢‏/٢٠٠٩

لماذا يتعبون ؟



يوم جديد

الأرض تنكر كل فرع عاجز

تلقيه في صمت..تكفنه الرياح

بلا دموع أو أنين

الأرض تكره كل قلب جاحد

وتحب عشاق الحياة

وكل عزم لا يلين

شعر..فاروق جويدة

قصيدة..اغضب ولا تسمع أحد

ديوان..كأن العمر ما كانا


مع كل مباراة أشاهدها لفريق (ميلان) الايطالي أتوقف باعجاب عند لاعبين : باولو مالديني وديفيد بيكام..

باولو مالديني..

باولو مالديني عمره اﻵن 40عاما و8 اشهر ، ومع ذلك فهو يلعب بصفة أساسية مع ناديه في الدوري الايطالي القوي والعنيف بدنيا بجانب البطولات الأوروبية . كيف يستطيع هذا اللاعب أن يؤدي بهذا المستوى وأن يلعب طوال الدقائق التسعين وأن يركض ويقفز وينزلق وهو في هذه السن التي نادرا ما يصل اليها لاعب كرة في الملاعب ؟ ربما لأنه نموذج للاعب الملتزم داخل الملعب وخارجه ، وللانسان الذي يحافظ على صحته وعلى الموهبة التي يملكها ، ويجتهد في تدريباته وفي الحفاظ على لياقته . لكن السؤال الأهم : لماذا ؟ لماذا يبذل كل هذا الجهد ؟ باولو الذي كان والده تشيزاري مالديني لاعبا مرموقا بالميلان ثم مدربا لم يعتمد على ذلك في الوصول ، لكن اعتمد على جهده وموهبته التي جعلته واحدا من أهم لاعبي العالم ، لماذا يلعب الى اﻵن ؟

المال؟ لا ينقصه. الشهرة ؟ لن تفارقه حتى يوارى التراب . الأرقام القياسية ؟ لديه منها ما يحتاج الى سنوات وسنوات كي يحطمه غيره (اكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ الدوري الايطالي ، وأكثر لاعبي ايطاليا في المشاركات الدولية ،وأكثر لاعبي العالم وصولا لنهائي دوري الأبطال الأوربي ، وقميصه ذو الرقم 3 سوف يحجب بعد اعتزاله تخليدا له ، ولن يمنح الا لأحد أبنائه في حال احترف الكرة ) . موقعه مضمون في الجهاز الفني لناديه أو في أي مكان يحبه . لكنه يعمل لأنه يحب ناديه ويريد أن يساعده على الفوز ، ويدرك قيمته كقائد ورمز لناديه ، ولكي يسعد جماهيره ، ولأنه يدرك أن الاجتهاد في العمل هو في حد ذاته قيمة .

ديفيد بيكام

لاعب هو الأشهر في العالم ، تحدثت الدنيا كلها عن انتقاله التاريخي الى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي ، والمبلغ الخرافي الذي يتقاضاه ، يلعب في دوري ضعيف بالنسبة لمستواه ..باختصار ليس في حاجة لأن يبذل أي جهد ، يكفيه أن يتنزه مع صديقه توم كروز ، ويحضر الحفلات مع زوجته المغنية فكتوريا ، وينفق أمواله الطائلة كيفما شاء ، ويتطلع الى الوراء لتاريخه الطويل مع مانشستر يونايتد وريال مدريد والمنتخب الانجليزي . لكنه لم يفعل شيئا من ذلك ، وقرر أن يستغل فترة الراحة بين الموسمين في الدوري الأمريكي ، وذهب معارا الى فريق ميلان ، ليبدأ في سن تقارب 34سنة رحلة في الدوري الايطالي الرهيب الذي لم يسبق له اللعب فيه ، ثم يبذل جهدا كبيرا في التدريبات لاقناع مدربه باشراكه أساسيا ، ويبذل قصارى جهده في المباريات ، يؤدي دوره في الجناح الأيمن ويساند في الوسط ويعود للدفاع ، ويحرز هدفين حتى اﻵن ، حتى أقنع المدير الفني للمنتخب الانجليزي باعادة استدعائه للمنتخب . لماذا ؟لأنه نجم حقيقي ، يعرف قيمة العمل وقيمة الاسم الذي صنعه ، ويحب اللعبة ويبذل كل ما لديه ليبدع فيها ، ويحترم جمهوره ومتابعيه ويحرص أن يكون قدوة جيدة لمن يشاهده .

هل عندنا – في الكرة أو في غيرها – من يعرف شيئا اسمه قيمة العمل ؟

هناك ٤ تعليقات:

يا مراكبي يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أجاوب على السؤال

الإجابة: طبعا لأ

يعني إيه قيمة العمل دي؟ شكلها كلمة مش ولابد

أحمد فياض يقول...

الظاهر أنها فعلا كلمة قبيحة..الحمد لله أنها غير موجودة عندنا ولم نأخذها عن الغرب الفاسد..
تحياتي لك م.أحمد

!!! عارفة ... مش عارف ليه يقول...

المصيريون المقيمون خارج حدود الوطن قد تدرك قيمة العمل وذلك لأنهم موجودون في أنظمة تدرك ذلك

لكن عندما نراهم في اوطانهم يعودون إلى حيث كانوا حتى وإن قاوموا .. فالمناخ العام لا يدعوا إلا إلى البلاده ولا مباله

خالص تقديري للأمثلة التي ضربتها
ولشخصك الكريم


تحياتي
وليد

أحمد فياض يقول...

مرحبا بك ياوليد
أنا معك تماما في أزمة الادارة الموجودة في مصر وأن المناخ لا يشجع على العمل أو الابداع..لكن لا يبقى سوى دافع الضمير الذي يدفع العامل الى الاجتهاد والاتقان قدر استطاعته مرضاة لربه ، وليشعر بوجوده وقيمته وتأثيره واحترامه لنفسه..حتى لو لم يجد تقديرا من الاخرين..
سعدت بوجودك
وتحياتي لك