١٤‏/١٠‏/٢٠١٠

تفتت

يوم جديد

هل تجالس نفسك كل مساء

وحيدا كحبة رمل ْ ؟

تمد يدا في الفراغ ِ

لتمسك حبة رمل ْ

وتلصق وجهك ، كفيك بالأرض ِ

تسمع صوت انفجار بعيد ْ ؟

شعر..فاروق شوشة

قصيدة ..وحيد كحبة رمل

ديوان..أحبك حتى البكاء



أتذكرها جالسة القرفصاء في ظل الشجرة الكبيرة . ضئيلة تحتها ولكن تجمعهما النضارة . ثم يتلاشى من ذهني الزمن ، فأحس بأنني في مقعدي هذا منذ الأزل وهذه العربات من حولي متراصة منذ آماد بعيدة . وجهي في المرآة الصغيرة يشبهني لكن كأنه ليس لي . قطرات العرق تتفصد على جبهته وتتجمع وتنساب ببطء . أتعجب : كيف لا تبخرها كل هذه السخونة ؟ أما طيف وجهها فثابت . عيناها مغمضتان وملامحها باهتة . لم يعد معنى من النظر إلى الساعة . أمامي من أحنى ظهره واستند بصدره إلى عجلة القيادة . عن يميني من أراح وجهه بين راحتيه ، وعن يساري من ينظر في ثبات وتأمل إلى لا شيء . الناظر من أعلى سيرى شكلا منبعجا تصنعه منمنمات متجاورة مختلفة الألوان لا تكاد تتحفز حتى تعود للتوقف . لكنه أبدا لن يراني . لن يستطيع أن يميزني وسط هذه الجموع المتشابهة .
طيف وجهها من جديد .. علب الدواء .. باب الغرفة .. الطرقة الضيقة تسلم إلى الدرج .. الشجرة العارية في اللوحة المعلقة على الجدار .. الثياب البيضاء ثم الزحام والضجيج والبوابة الكبيرة . هل يمكن أن تفتح عينيها من جديد أم ستبقى هكذا إلى الأبد ؟
صفق الصوت حاسما وقريبا ..قريبا إلى حد لا يمكن تجاهله . كسيرات الزجاج المتساقطة أمام عيني تؤكد أنه حقيقة لا وهم . كيف ألتصق بالمقعد ولا أجد بي أي رغبة في النزول والتفقد ؟ السائق الآخر أخرج رأسه من النافذة . نظر خلفه إلى الشظايا . نظر إليّ . في وجهه تعبير غريب . لا فيه غضب ، ولا فيه عدم اكتراث . ثم عاد ينظر أمامه ، وأحنى ظهره واستند بصدره إلى عجلة القيادة . هل كانت شجرة اللوحة بلا أوراق أم كانت هناك أوراق متساقطة بجوارها ؟ تطلعت كل العيون إلينا للحظات ، ثم أشاحت بعيدا ... ثم لم يكن شيء .

ليست هناك تعليقات: