٣‏/٢‏/٢٠١١

السفينة الغارقة

يوم جديد
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
شعر..أبو القاسم الشابي


إذا كان الرئيس مبارك يهدف من خطابه تهدئة الأمور فلماذا يشعلها بنفسه بعد ساعات قليلة من الخطاب؟
في ظني وقد أكون على خطإ أن الاجتياح الذي قام به البلطجية في ميدان التحرير يوم الأربعاء لم يكن من تدبير مبارك..
مبارك كان قائدا للسفينة ، خلفه الحزب الوطني بقياداته ونوابه وشلة كبيرة من المنتفعين منهم ، في لحظة عاصفة تتعرض السفينة للغرق ، فيحاول الرئيس -بعد أن يجد الأمور أعقد مما يتصور- أن ينجو بنفسه وحده ، ويؤمن لنفسه خروجا كريما من الأزمة مقابل تلبية مطالب المحتجين (التي تعني التضحية بالحزب الوطني) .
في يوم واحد أصبحت قيادات الحزب الوطني الحاكم لأكثر من 30 سنة ، ونوابه ، ومنتفعوه ، وبلطجيته ، في مهب الريح : حزب يخسر دعمه الأساسي وهو وجود الرئيس ، تحترق جميع مقاره ، نواب على شفا الخروج بعد اكتشاف تزويرهم من قبل القضاء ، والكل أصبح عرضة للمحاكمة والتنكيل سواء في الفترة المتبقية من عهد مبارك أو بعدها ، لم يجدوا إلا إعادة إشعال النيران وإظهار أنفسهم كمؤيدين للرئيس ، فإذا كانوا سيذهبون للجحيم فلماذا يذهبون وحدهم ؟
هذا ما أتصوره ، في وقت ليس فيه أي شيء مؤكد ، ولا أحد يمكنه التنبؤ بما سيجري في الساعات القادمة ..

هناك تعليقان (٢):

3bdelmon3m يقول...

بس لو هو ما يعرفش ليه ترك البلطجية يومين يضربو المتاظاهرين بدون ان يبرئ نفسه و ليه الجيش لم يتدخل لمنعهم ؟

أحمد فياض يقول...

كان تدخل الجيش متأخرا ، وأظنه بسبب الرغبة في عدم الاشتباك مع أحد ،وتأخر صدور تعليمات بحماية المتظاهرين ، أما مبارك فكان يجب أن يتبرأ مما حدث فور وقوعه (وكان يجب أن يفعل ذلك حتى لو كان هو مدبره!)لكنه كالعادة يتجاهل الأحداث ويترك الأمور تتفاقم ، وهي مجرد استنتاجات فالحقيقة لم تعد سهلة يا صديقي