يوم جديد
أبيت في غربة لا النفس راضية
بها ولا الملتقى من شيعتي كثب
فلا رفيق تسر النفس طلعته
ولا صديق يرى ما بي فيكتئب
.............................
فهل دفاعي عن ديني وعن وطني
ذنب أدان به ظلما وأغترب؟
شعر00محمود سامي البارودي
قاله في منفاه00
1
خبر في الصفحة الأولى بالأهرام00قصر محمود سامي البارودي يهدم00البارودي من أعمدة الثورة العرابية00تولى الوزارة أيام الثورة وقاوم الانجايز حتى انهزم جيش عرابي ونفي البارودي الى جزيرة سيلان واحتل الانجليز مصر00سائق ميكروباص اشترى القصر من احدى حفيدات البارودي بعشرين مليون جنيه00كان البارودي من أهم الشعراء العرب في العصر الحديث ، كنا ندرس في الثانوية العامة أن صنيع البارودي مع الشعر هو بعث للحياة في جسد ميت00القصر المصنف في سجل المجلس الأعلى للاّثار كأحد القصور ذات القيمة التاريخية هدم في يومين فقط00كان البارودي من أعاد للشعر قوته وجلاله بعد عصور من الضعف والانحطاط00سائق الميكروباص دفع رشوة قدرها ربع مليون جنيه لأحد مهندسي الحي حتى يتمكن من هدم القصر00
2
في سيارة أجرة00كنت راكبا السيارة ضجرا من سوء المقعد ومن تأخري على موعدي00كان صوت المسجّل يعلو بأغنية لا أعرفها لمطرب شعبي لا أعرفه00فجأة وجدت المطرب يغني : هل رأى الحب سكارى 00سكارى مثلنا00كان يغنيها بلحن مغاير لهذا الذي وضعه السنباطي وغنّته أم كلثوم00كان أداؤه أقرب للسكارى فعلا00ظل يرددها ثم أخذته النشوة فأنشأ يشدو بايقاع راقص: ومشينا مشينا00عدونا 00عدونا00مشينا 00مشينا00عدونا00عدونا00
3
في المسجد00أحد أيام رمضان00دخلت لأؤدي الصلاة لكنني بعد أن فرغت منها لم أجد حذائي00بحثت عنه في كل مكان بلا جدوى 00سرق اذن00شعرت بسخط شديد على هذا الشخص الذي وضعني في هذا الموقف السخيف00وباحتقار شديد لمن سوّلت له نفسه أن يسرق من داخل مسجد وفي نهار رمضان00وباشمئزاز حين تخيلت موقفه وهو ينتظر خشوع الناس في الصلاة ووقوفهم بين يدي ربهم حتى يسرقهم بدم بارد00بعدها لم يكن الحزن الذي لازمني لفترة بسبب فقدي لحذاء جديد غالي الثمن00لكنّ حزني كان لهذا الشعور الذي كان ينتابني كلما دخلت مسجدا00قلق وتربص وحرص على أن يكون حذائي ومتعلقاتي أمام عيني00أين هذا من السكينة والاطمئنان الذين كنت أشعر بهما حينما تطأ قدمي أرض المسجد ، والاحتواء والاحتماء الذي يشملني حين أكون في بيت الله00لم يكن مجرد حذاء فقدته بل فقدت ما هو أغلى بكثير00
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق