أسعدني الحظ بأن شاهدت الفيلم الفرنسي (العدو الحميم) الذي فاز بجائزة أحسن فيلم وفاز بطله البرت دوبونتل بجائزة أحسن ممثل ومخرجه فلوران امليو سيري بجائزة أفضل مخرج 00كانت أول مرة أذهب لمشاهدة فيلم في مهرجان السينما00دخلت القاعة فوجدتها خالية حتى من عامل السينما الا من مشاهد وحيد00كان الفيلم يحكي عن الاحتلال الفرنسي للجزائر وتدور أحداثه سنة 1952 حيث يتطوع بطل الفيلم في الجيش الفرنسي ويذهب للجزائر كقائد لاحدى الكتائب00تفجعه مناظر المقابر الجماعية والجثث المتفحمة ويدخل في مشكلات مع بقية القادة والجنود بسبب أخلاقه وانسانيته التي تجعله يرفض التعذيب والامتهان الذي كان يمارس ضد الجزائريين وينقذ غلاما جزائريا من الغرق في بئر فتنشأبينهما علاقة ودية00 كذلك يتعاطف معه الرقيب المجند في كتيبته ويرتبط معه بصداقة00كانت الكتيبة تضم الي جانب الجنود الفرنسيين كلا من (سيد) الجزائري الذي حارب مع الفرنسيين ضد الألمان وفخور بالندبة الغليظة في صدره وبطنه بسبب الحرب 00يكتشف أن أحد الأسرى زامله في هذه الحرب لكنه تحول للمقاومة ،ويتخذ الرقيب قرارا باطلاق سراحه لكن سيد يقتله ويقول انه واحد من المقاومة التي قتلت أسرته00كذلك ضمت الكتيبة (راشد) وهو جزائري يكره المقاومة ويقول انها تأخذ اتاوات من الجزائريين وأنها ذبحت زوجته وأولاده00لكنه يفقد وتتضارب الأقوال عن كونه جاسوسا للمقاومة حتى يجدوه مقتولا00تبدأ المشاهد بذكر اسم المهمة وتوقيتها 00وفي احدى المهام يصاب جندي فيرسله البطل للعلاج لكن المقاومة تفجر السيارة ويستغل الموقف القائد الأعلى للفرنسيين فيقول للجنود :كان بعضكم يتساءل لماذا نحن هنا أظنكم عرفتم الجواب الاّن 00ان دماء زملائكم يجب ألا تضيع هباء00هنا يبدأ سلوك البطل في التحول للنقيض00تبدأ المهمة الكبرى بالقبض على سليمان زعيم المقاومة ويخرج الفرنسيون أهل القرية كلهم من بيوتهم ويقبضون على رجل مسن وابنه الشاب لمجرد وجود سلاح لديهم وجرح في جسد الشاب فشكوا في مساعدتهما للمقاومة 00ثم يحرقون القرية بالكامل00ويعذب البطل الرجل المسن بنفسه حتى يموت بين يديه00ويحاول الغلام الجزائري انقاذ الرجل دون جدوى غير مصدق لما حدث من تغير للقائد الانسان الذي أنقذه ثم يهرب من المعسكر00تسوء حالة البطل وتعاوده الكوابيس التي يرى فيها مجموعة ملثمة تطلق عليه النار كذلك يحاول الرقيب أن ينتحر ويقيد نفسه بالسلاسل الحديدية-كما يفعلون مع الأسرى-00في النهاية يخرج البطل للبحث عن صديقه الرقيب فتأتي مجموعة ملثمة يقودها الغلام الهارب وتطلق عليه الرصاص00ثم يكتب أن الجزائر حصلت على استقلالها سنة 1962 وأن فرنسا اعترفت في التسعينات بما حدث في حربها ضد الجزائر00تبقى بعض الأشياء00
رغم أن الفيلم يخلو من أي دور نسوي ويصور بالكامل في الصحراء ويغلب الظلام والعنف على بعض مشاهده الا أن ذلك لم ينتقص من متعته
0مع نهاية الفيلم لم يتجاوز عدد المشاهدين سبعة أشخاص منهم أربعة أجانب0
التشابه الواضح في مشاهد دفن القتلى في الجانبين توضح اشتراك الكل في معاناة الحرب
0غابت اللغة العربية عن الترجمة-الفيلم مترجم للانجليزية فقط-وعن الموقع الرسمي للمهرجان ثم يتساءل المنظمون عن غياب الجمهور المصري!0
هناك تعليق واحد:
هذا المقال نشر ضمن صفحة بريد القراء(رأي) في جريدة الدستور بتاريخ6 فبراير2008
إرسال تعليق