٢‏/١٠‏/٢٠٠٨

كم مرة شاهدته ؟!

يوم جديد
أحفظ رأسي في الخزائن الحديديه
وعندما أبدأ رحلتي النهاريه
أحمل في مكانها مذياعا
أنشر حولي البيانات الحماسية والصداعا
وبعد أن أعود في ختام جولتي المسائيه
أحمل في مكان رأسي الحقيقيه
قنينة الخمر الزجاجيه !
شعر..أمل دنقل
قصيدة..فقرات من كتاب الموت
ديوان..تعليق على ما حدث

هل سبق أن شاهدت فيلما أكثر من مرة ؟ غالبا حدث..هل سبق أن شاهدت نفس الفيلم عشرات المرات ؟ ربما حدث ..وربما كنت في المرة العاشرة أو العشرين قادرا أن تنفعل معه ؟ أن تضحك على مواقفه الظريفة أو تحزن لأحداثه المأساوية ..لكن الذي لا أستطيع أبدا أن أفهمه ..كيف لا يزال يدهشك ؟

لا جديد لديّ أقوله ، ولا جديد حدث ولا يبدو أن جديدا سيحدث ، محكمة الاستئناف تصدق على على حكم الحبس على ابراهيم عيسى وتخففه من 6 شهور الى شهرين ..وترفض العدالة معصوبة العينين –أو العمياء- الاستماع الى شهود النفي أو الى نقيب الصحفيين ، وتقر في حكمها نفس التهمة الموجهة لعيسى بأن ما نشره عن صحة الرئيس أدى الى اصابة المواطنين بالرعب وتسبب في خسارة البورصة 350 مليون دولار مع أنه لا شيء يثير الرعب مثل هذا الحكم نفسه ..ستقول فئة ما يقال كل مرة عن أنه لا تعقيب على أحكام القضاء التي هي عنوان الحقيقة ..وسترد فئة أخرى بكلام عن غياب الحرية والديمقراطية ..وسيصرخون ويبح صوتهم في حديث عن الوضع المزري الذي وصلنا اليه والخطوات الواسعة التي نخطوها في انتهاك حقوق الانسان ..
سوف يتظاهرون وتأتي بهم العدسات واقفين ومعتصمين على درج نقابة الصحفيين يطالبون بحريته ، وترد الفئة الأولى أنه تجاوز وكذب ولفق ويستحق السجن ، وأنه لا تهاون في أمن البلاد ، ولا تسامح مع الذين يبثون الرعب ، فيعود اﻵخرون يصرخون ، ويشقون الجيوب على حرية الصحافة المسلوبة ، ويثرثرون حول وعود مرت عليها سنوات ولم ينفذ شيء منها ، ويسخرون من ضعف النظام وقلة حيلته وارتجافه من حبر يخطه كاتب على ورق ، وسوف يصرخ هؤلاء ويرد أولئك ، ويبقى أصحاب التيجان صامتين ، يتابعون من فوق أبراجهم العالية ، فان استدعت الأمور حركت أصابعهم الخيوط فدخلت عرائس وخرجت أخرى ، وهم في عليائهم لا يطالهم غبار المعارك ، ثم يطوي النسيان كل شيء..لن يحدث الا ما حدث من قبل ، ولا شيء أقوله الا ما قلته من قبل ، وكل سنة ونحن طيبون ..كما كنا من قبل .

***
لمتابعة ما كتبته من قبل :
قضية ابراهيم عيسى ومحاكمة عزرائيل
قضية ابراهيم عيسى ومحاكمة عزرائيل 2

ليست هناك تعليقات: