يوم جديد
وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر ياحاجة ترد : يابنتي
تقول لها احكي لي
فتقول :ابدأي انتي
شعر..تميم البرغوثي
(متحدثا عن والدته د.رضوى عاشور)
قصيدة وديوان ..قالولي بتحب مصر؟ قلت مش عارف
حين يشرع الكاتب في ﺇبداع عمل قصصي فانه يبتكر شخصياته ، ويرسم ملامحها وتفاصيلها ، ثم يخلق لها أحداثا تتفاعل معها ، ليبث من خلالها –الشخصيات والأحداث- أفكاره ورؤاه أوصرخته التي يريد أن يسمعها الجميع ، وقد يستعين بتجاربه الشخصية والمواقف التي عايشها ليضعها في طريق بطله المتخيل ، بينما تبقى شخصية الكاتب الحقيقية في الظل ، مختفية خلف هذا البطل ﺇلا في أعمال السيرة الذاتية . كما أن القارئ يتلقى العمل في صورته النهائية ، بعد أن تنمو بذور الأفكار وتكتمل ، وينتهي الكاتب من اﻹضافة والحذف والتعديل والتغيير ، ويقدم عمله في كامل زينته ﺇلى يد قارئه . لكن في روايتها (أطياف) تصنع رضوى عاشور شيئا مختلفا . فهي تأخذ بيد القارئ لتريه (مطبخ) العمل ، وتجعله يعايش معها مراحل الكتابة ، ويشاركها الأفكار التي ترد على خاطرها في أثنائها . هذا الشيء المدهش يفاجئ القارئ منذ الفصل الأول الذي تتقافز فيه الأحداث ما بين جدة (شجر) ثم شجر الطفلة ثم كهولتها ..
"ماذا حدث ؟ لماذا قفزت فجأة من شجر الطفلة ﺇلى شجر في كهولتها ؟أعيد قراءة ما كتبت ، أتملاه ، أحدق في الشاشة المضاءة ، أتساءل:هل أواصل حكاية شجر الصغيرة أم أعود ﺇلى الجدة القديمة وأتتبع مسار ذريتها وصولا مرة أخرى ﺇلى الحفيدة ؟"
تطلعنا الرواية التي نشرت للمرة الأولى عن دار الهلال سنة 1999 وأعادت دار الشروق طبعها في العام الماضي - على حكايتين : حكاية شجر المتخيلة وحكاية رضوى التي تسرد فيها الكاتبة أجزاء من سيرتها الذاتية .الشخصية الحقيقية هنا لا تتوارى ولكنها تظهر وتسرد ما حدث لها . وتبدو شجر كأنها انسلاخ من رضوى ، وتمضي الكتابة بين حياتيهما المتماثلتين ، بداية بالجذور : الجد والجدة والأب ، والبيوت التي نشأت فيها كل منهما ، ثم التدريس في الجامعة ، ثم فلسطين التي تقوم شجر بعمل بحث عن مذبحتها في دير ياسين ، بينما تعاني رضوى الأمرين من تعنت السلطات مع زوجها الفلسطيني مريد البرغوثي ، ومنعه من دخول مصر عدة مرات ، واضطرارها للسفر ﺇليه على فترات والعيش سنوات خارج مصر .
لا تمضي الرواية بالترتيب الزمني لأحداثها ، ولكن كأطياف منفصلة تمرق ثم تبتعد ، متوقفة عند محطات مهمة في حياتي البطلتين ، وفي حياة الوطن ، مثل ثورة 1919 وحرب الخليج الثانية ، واتفاقية السلام مع ﺇسرائيل ، وراوية الكثير من التفاصيل عن مذبحة دير ياسين . كل هذا من خلال لغة بسيطة وشائقة . حتى تنتهي الرواية باستقالة شجر من الجامعة احتجاجا على ما وصلت ﺇليه أوضاعها ، وأخذها سيارتها في رحلة طويلة من القاهرة حتى بورسعيد تتوقف خلالها وتتأمل في أكثر من مكان من مصر ، حيث تبدو لها الأطياف واضحة كل في مساره .
"لم تكن نائمة . لم يكن عقلها شاردا في الزمان . كانت شجر ترتب بيتها وتطمئن "
"ماذا حدث ؟ لماذا قفزت فجأة من شجر الطفلة ﺇلى شجر في كهولتها ؟أعيد قراءة ما كتبت ، أتملاه ، أحدق في الشاشة المضاءة ، أتساءل:هل أواصل حكاية شجر الصغيرة أم أعود ﺇلى الجدة القديمة وأتتبع مسار ذريتها وصولا مرة أخرى ﺇلى الحفيدة ؟"
تطلعنا الرواية التي نشرت للمرة الأولى عن دار الهلال سنة 1999 وأعادت دار الشروق طبعها في العام الماضي - على حكايتين : حكاية شجر المتخيلة وحكاية رضوى التي تسرد فيها الكاتبة أجزاء من سيرتها الذاتية .الشخصية الحقيقية هنا لا تتوارى ولكنها تظهر وتسرد ما حدث لها . وتبدو شجر كأنها انسلاخ من رضوى ، وتمضي الكتابة بين حياتيهما المتماثلتين ، بداية بالجذور : الجد والجدة والأب ، والبيوت التي نشأت فيها كل منهما ، ثم التدريس في الجامعة ، ثم فلسطين التي تقوم شجر بعمل بحث عن مذبحتها في دير ياسين ، بينما تعاني رضوى الأمرين من تعنت السلطات مع زوجها الفلسطيني مريد البرغوثي ، ومنعه من دخول مصر عدة مرات ، واضطرارها للسفر ﺇليه على فترات والعيش سنوات خارج مصر .
لا تمضي الرواية بالترتيب الزمني لأحداثها ، ولكن كأطياف منفصلة تمرق ثم تبتعد ، متوقفة عند محطات مهمة في حياتي البطلتين ، وفي حياة الوطن ، مثل ثورة 1919 وحرب الخليج الثانية ، واتفاقية السلام مع ﺇسرائيل ، وراوية الكثير من التفاصيل عن مذبحة دير ياسين . كل هذا من خلال لغة بسيطة وشائقة . حتى تنتهي الرواية باستقالة شجر من الجامعة احتجاجا على ما وصلت ﺇليه أوضاعها ، وأخذها سيارتها في رحلة طويلة من القاهرة حتى بورسعيد تتوقف خلالها وتتأمل في أكثر من مكان من مصر ، حيث تبدو لها الأطياف واضحة كل في مساره .
"لم تكن نائمة . لم يكن عقلها شاردا في الزمان . كانت شجر ترتب بيتها وتطمئن "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق