٥‏/١١‏/٢٠٠٧

نغمة ناقصة

يوم جديد
وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم
ابراهيم ناجي
الأطلال

الساعة تقترب من السابعة وموعدي في التاسعة لا يزال 00ساعتان برفقة هذا الشعور المزعج00الانتظار00أسوأ لحظاتي حين أكون منتظرا لشيء ما 00أشعر أن العالم كله متوقف وسحابة من الملل تجثم على عيني وتمنع عنها الرؤية00أعيش هذه اللحظات كثيرا 00الطريق الطويل في انتظار الوصول الى الجامعة 00الوقوف الطويل بسبب الزحام00دخلت الى مقهى قريب للمكان الذي أقصده00كانت أول مرة أدخله فيها وتوسمت أنه سيكون لطيفا00كان تصميم المكان وألوان الجدران تبعث على كثير من البهجة 0 ثمة رجل يجلس وحيدا يتطلع الى حاسب محمول ومجموعة من الشباب والفتيات يتبادلون الكلام والضحك ورجل وامرأة في الجهة الأخرى يتحدثان بهدوء00كان التلفاز مفتوحا على احدى القنوات التي أحبها وفي الخلفية تهدر موسيقا كلاسيكية غربية ناعمة00جعلت أقرأ جريدتي المفضلة التي أحضرتها معي وأنا أحتسي القهوة00ليست القهوة مشروبا كغيره 00اللون البني 00البخار الهائم المتصاعد من أعلى القدح00رائحة البن التي تسبح كما تشاء في الرئتين وتنفذ الى الروح00احساس غامر بمتعة تدوم نكتها ويبقى أثرها لساعات00بين حين واّخر كنت أترك القراءة لأتابع الشاشة أوألتفت نحو مصدر ضحكات عالية تخترق هدوء الموسيقى00لكن الأمر لم يخل من لحظات ملل ونظرالى الساعة00كانت كعكة الشوكولاتة لذيذة جدا00أعشق الشوكولاتة منذ الصغر وان لم أعد أستمتع بها الاّن كما كنت سابقا00ليست الشوكولاتة وحدها على كل حال00وضعت الجريدة جانبا وقمت لاّخذ كتابا من أرفف المكتبة الصغيرة عن يساري00قلبت نظري بين الكتب واخترت مجموعة قصصية00قرأت القصة الأولى فأعجبتني بشدة وخالفت طبيعت في تأمل القصة بعد قراءتها بسبب ضيق الوقت ولأنني مضطر الى ترك الكتاب وشرعت في قراءة التالية00كانت لطيفة وان لم تعجبني كسابقتها00والتفتّ الى الثالثة لكنّ ظلا ارتسم على الطاولة فرفعت رأسي لأجد النادل يقول لي بابتسامة محرجة ويده تشير الى الكتاب : معذرة يا سيدي فهذه المجموعة للبيع ابتسمت ابتسامة صفراء وناولته الكتاب وتجهزت للخروج00
فاجأتني أبواق السيارات الصارخة وتوقف الطريق بسبب شدة الزحام00كانت وجوه الناس في السيارات تشع تعبا الى حد السخط00فكرت للحظة أن أستدير وأعود للمقهى مرة أخرى وشعرت كأنني أسمع الموسيقا الناعمة في أذني اّتية من بعيد00لكن نظرة الى ساعتي حسمت الأمر0

ليست هناك تعليقات: