٢٨‏/٢‏/٢٠٠٨

اعتمادنا على الله !

يوم جديد

أطفئ الشمعة فالروحان في ليل كثيف

يسقط النور على وجهين في لون الخريف

أولا تبصر؟

عينانا ذبول وجمود

أولا تسمع؟

قلبانا انطفاء وخمود

صمتنا أصداء انذار مخيف

ساخر من أننا سوف نعود

غرباء

شعر00نازك الملائكة

قصيدة00غرباء



أضحكتني أخيرا..أضحكتني الكلية أخيرا وأعادت نفسها الى ذهني وسط حالة الطلاق الروحي التي غلفت علاقتنا منذ فترة طويلة (1)..حين وجدت البالونات تملأ ساحتها والأغاني الوطنية تدوي عبر مكبرات الصوت سبق الأمر (شحن) معنوي من المحاضرين و ملصقات في كل مكان من أجل تكثيف الحضور حيث يقام يوم بخصوص(العمل لحصول الكلية على الاعتماد) ..أخذت عددا من أوراق استطلاع الرأي التي وزعها طلاب ما يسمّى (وحدة ضمان الجودة) التي تنظم الأمر وجعلت أجيب عن الأسئلة و أضع المقترحات -على يقيني أن شيئا لن يحدث - ثم صعدت الى المدرّج الذي كنت أدرس به في السنتين الأوليين وجلست منتظرا بدء الندوة -أو المحاضرة- التي بدأت متأخرة كالعادة وبدأت بشكل هزلي حيث قامت احدى طالبات (الوحدة) بتمثيل حلم لما يجب أن تكون عليه الكلية وقد تطورت علميا وانشائيا وتنظيميا بأداء درامي كارثي - الأمر الذي أثار ضحكي بصورة لم تحدث لي في الكلية منذ أمد بعيد - ثم بدأت الأستاذة المسئولة عن الوحدة تتحدث عن ماهية الاعتماد وأهميته وعن انشاء هيئة مصرية أصبحت تلزم كل الكليات بتقديم خطط عمل وتنفيذها حتى تحظى باعتمادها أى الاعتراف بأن العملية التعليمية تسير على أسس ومعايير معينة -والا فلن تصبح للشهادة التي تعطيها أية قيمة حتى في داخل مصر- ثم أضافت زميلتها كلاما عن دورنا كطلاب ومقترحاتنا التي سوف يؤخذ بها وما الى ذلك..والحقيقة أنهم كانوا يتحدثون بحماس حقيقي أثار دهشتي وربما اشفاقي ..فأنا لا أظن الكلية بحاجة الى تغيير في نظامها - لأنها لا تملك نظاما - ولا الى تعديل في طرق التدريس أو الامتحانات بل تحتاج الى اعادة صياغة للامر كله بداية من قبول الطلاب وأعدادهم ومرورا بكل ما يحدث للطالب بعد دخوله بحيث تهدف المنظومة لتخريج اطباء وليس حاملي شهادات ولا اظن شيئا من الأفكار التي سمعتها سوف تصل بنا لهذا الغرض - وقد كانت الأفكار تشبه كثيرا الخطط الحكومية للاصلاح التي نسمعها منذ 30 عاما ولم يجمعنا اللقاء بالسيدة(اصلاح ) هذه مطلقا !

أما بالنسبة لكون الاعتماد المحلي خطوة مبدئية للاعتماد دوليا ، فأعتقد ان كليتنا وصلت بالفعل للعالمية ولديّ الأدلة على ذلك ..فالمخرج ذو الجوائز العالمية يوسف شاهين لا يمكن ان يكون استوحى اسم فيلمه الأخير (هي فوضى) الا من خلال كليتنا ! كما أن شخصية بقدر(كوندليزا رايس) وقامتها في النظام الأمريكي قد استوحت من هذا الصرح العريق القابع بالعباسية - أفكارها الشهيرة عن (الفوضى الخلاقة) - بصرف النظر عن أن أيا من فوضانا أو فوضى كوندليزا ليس خلاقا بأي شكل من الأشكال !

ويبدو أن صديقي كان محقا عندما رددت على مسامعه ما سمعت أننا قد لا نحصل على الاعتماد فأجاب مازحا :

"ولكن (كافيتريا الاعتماد) لا تزال مفتوحة" (2)

قلت : أظن هذا هو الاعتماد الوحيد الذي يمكن أن تحصل عليه الكلية

.......................................................

(1) راجع تدوينة عام جديد قديم جدا

(2) مشيرا الى مطعم قريب من الكلية ومشهور بين طلابها

ليست هناك تعليقات: