٣٠/٣/٢٠٠٨
قطرات
ألحّ عليه النزف حتى أحاله
الى صفرة الجوديّ عن حمرة الورد
فيالك من نفس تساقط أنفسا
تساقط در من نظام بلا عقد
شعر ابن الرومي
من قصيدة في رثاء ولده
كانت ساعته تشير الى الثانية عشرة والربع حين أوقف سيارة أجرة عائدا الى البيت ، لم يكن معتادا أن يخرج في هذا الوقت اذ ينتهي عمله في الرابعة كل يوم ولكن اليوم لا رغبة له في العمل00تعلل بالتعب واستأذن في الانصراف مبكرا00استرخى قليلا في المقعد وشرد مستعيدا ما حدث منذ أن استيقظ من نومه بعد السابعة 00ارتدى ملابسه مسرعا ولم يتناول افطاره مكتفيا بقليل من الشاي على عجل00كاد يفتح الباب لولا أن تذكر شيئا فذهب الى زوجته الراقدة في غرفة الابنة-وكانت قد تركت غرفتهما منذ أسبوع بعد خلافهما الأخير -
" لا تنسي ان تتصلي بالرجل لاصلاح الصنبور"
* " لن أنسى"
قالتها بفتور دون أن تنظر اليه وتقلبت في الفراش عائدة الى النوم00
استدعاه مديره بعد ساعة من وصوله، وحدثه عن بعض العقود التي عليه ان يعمل لابرامها مع عملاء جدد وعن تجديدات ينوي اجراءها في أسلوب العمل00قال له قبل أن يغادر:
* " عليك أن تركّز اكثر من ذلك00لم يعجبني أداؤك في الصفقة الأخيرة مع شركة الأسمنت "
بهت للحظة ثم ازدرد لعابه وقال بضيق حاول كتمانه :
" أنا أبذل قصارى جهدي يا سيدي، وما حدث في الصفقة الأخيرة لم يكن خطئي"
تجاهله المدير ثم أشار بيده منهيا الحديث :
" قلت لك ما عندي، عد الى عملك الاّن"
لماذا يصر هذا الرجل على استفزازه؟! ، يؤدي عمله على الوجه الأمثل ويحقق نجاحات واضحة لكنه لا يزال يضايقه بين حين واّخر بملاحظات مزعجة او انتقادات متوارية دون سبب00
هزه السائق فالتفت ليجده يمد يده اليه بسيجارة
* " تفضل"
-" شكرا 00لا أدخن"
* "تبدو غاضبا00هل لديك مشكلة"
كاد ينفي00لكن شيئا ما دفعه لأن يبوح بكل ما في صدره00
قال السائق :
"لكنني فهمت أن لك منصبا مهما بالشركة وتتقاضى راتبا جيدا، أليس كذلك؟"
-"بلى، ولكنني ضقت بالاستفزازات المتكررة وعدم تقدير ما أبذل من جهد00أريد أن أترك هذا المكان "
* " الأمر لا يستحق ذلك ، ثم انك لا تضمن ان تجد مكانا اّخر ليس فيه من يضايقك "
اكتفى بهز رأسه وهو يسمع كلاما سبق أن سمعه من أصدقائه ومن زوجته ولم يكن يقدم له حلا للمشكلة00فقط يزيده ضيقا وغيظا، ثم زاد الأمر سوءا حين استرسل السائق يحكي عما يواجهه من متاعب من المرور والركاب والزحام 00
*" يا أستاذ انا أعاني الأمرّين منذ طلوع الشمس وحتى أعود منهكا في اّخر الليل لكن ماذا بيدي أن أفعل؟ مهنتي التي لا أعرف سواها وفي النهاية كل شيء يمر"
كان يسمع بلا اهتمام وان تفرس في ملامح الرجل السمراء وشاربه الكث احيان متصنعا الانصات00علق في النهاية00
"حقا كل شيء يمر00"
***
أغلق الباب من خلفه ودلف مباشرة الى دورة المياه ليغسل وجهه ، ثارت أعصابه حين وجد قطرات المياه لا تزال تتساقط من الصنبور كما تركها ، دخل الى المطبخ وقال لزوجته التي كانت تعد الطعام :
-" ألم يأت أحد لاصلاح الصنبور؟"
* " بل جاء ولكن لم يتمكن من اصلاحه00قال انه يجب تكسير الجدار وتغيير انابيب المياه الداخلية"
-" واذن؟"
* "لا داعى لكل هذا العناء سنترك الأمور كما هي"
-" والهدر؟"
*"لا يهم انه لا يغرق المكان"
-" لايهم! طبعا00 متى كنت تهتمين بأي شيء أصلا؟"
*"الأمر تافه ولا يستحق هذه الثورة"
-قال بغضب:"لا تريدينني أن أثور وأنا أشاهد المياه تتساقط أمام عينيّ بهذا الشكل؟"
*" هل سأكون المخطئة في هذا الأمر أيضا؟"
زفر ضائقا وأشاح بوجهه عنها فأكملت بصوت غاضب:
*" هل عدت من عملك مبكرا كي تحرق أعصابي؟ أحترق في أعمال البيت وتربية ابنتك وأنت لا شيء يرضيك ولا أسمع منك سوى الشكوى00
(أنت لا تفهمينني00لا تقدّرين مشاعري00أنا لا أشعر أن لديّ زوجة)
ماذا تريد مني أن أفعل؟"
-"لا أريد شيئا منك 00لقد تعبت من الشجار والغضب والوحدة التي أشعر بها في هذا البيت00اّن الأوان أن ينتهي الأمر كله"
ثم أضاف ثائرا
"يجب أن أنهي الأمر كله"
اختلط صوته بجرس الباب 00ذهب وفتحه بعنف ليجد ابنته في ثيابها المدرسية حاملة حقيبتها00ما أن رأته حتى صاحت في فرح
"أبى!عدت من العمل؟"
ألقت بنفسها بين ذراعيه فاحتضنها بوجه أحمر وأنفاس متلاحقة00كان يشعر ان داخله بركانا على وشك الانفجارأو أنه موثوق ولا يستطيع فك قيوده ،فرت من بين ذراعيه وفتحت حقيبتها مخرجة قطعة من الشوكولاتة
"هذه لك"
قالتها ضاحكة فأخذها وبادلها الابتسام رغما عنه ثم قبّل وجنتيها وضمها اليه بقوة للحظات00كان لديه شعور يلح عليه أن يفعل شيئا يتوق له منذ زمن طويل جدا00أن يبكي00
٢٣/٣/٢٠٠٨
يحوّل نفسية
جهل الناس روحه وأغانيها
فساموا شعوره سوم بخس
فهو في مذهب الحياة نبيء
وهو في شعبه مصاب بمس !
شعر..أبو القاسم الشابي
قصيدة..النبي المجهول
حدث لي هذا قبل ثلاث سنوات..
بحسبة بسيطة -أو معقدة- وجدت أنه من غير الممكن أن أحصّل المواد الأربع المقررة في الأيام الخمسة والأربعين المتبقية على امتحان اّخر العام ..لذلك قررت أن أؤجل احداها واستقر رأيي على الكيمياء الحيوية (1)..كانت أول مرة أقدم طلب تأجيل ولم أكن أعرف الاجراءات ، ذهبت الى غرفة شئون الطلبة وهناك أعطتني الموظفة استمارة لأملأها ، كان نص الطلب المكتوب:
أرجو تأجيل امتحان الدور الأول في مواد......
وذلك لمرضي...
كتبت بياناتي واسم المادة ثم ناولتها الورقة فأشارت الى السطر الأخير قائلة:
- "اكتب هنا : النفسي "
-"عفوا؟"
-"النفسي..بعد كلمة (مرضي)"
لم أفهم المعنى ولكنني كتبت ثم كتبت هي في الورقة:
"يحوّل نفسية "
نظرت لها مستفهما فأشارت الىّ أن :انتهى الأمر ..غادرت ولم ألق بالا .
"وما علاقة التأجيل بالطب النفسي؟"
* "ألم تؤجل الكيمياء الحيوية ؟"
- " بلى"
* "ألم تقم بالكشف الطبي هناك ؟"
- "أي كشف؟"
قال ضاحكا :" وهل كنت تظن أنك تكتب ورقة ثم ينتهي الأمر هكذا ؟! "
في الطريق شرح لي أنه لكي أؤجل امتحاني يجب أن يكون لديّ عذر مرضي ، فان لم يكن يكتب في الأوراق أن لديّ مرضا نفسيا منعني من دخول الامتحان ويوقّع عليّ الكشف الطبي بمركز الطب النفسي ..كنت مندهشا من الأمر كله ومن أن موظفة شئون الطلبة لم تخبرني أنه عليّ التوجه للكشف ..
-" لولا المصادفة لاعتبرت غائبا عن الامتحان ورسبت "
- " كل هؤلاء في انتظار الكشف ؟ "
* " ادع الله ألا تتأخر الطبيبة "
كانت محبطة جدا اجابات صديقي عن أسئلتي المتوالية :
* طبيبة واحدة هي من تقوم بالكشف
* تأتي يومين فقط في الأسبوع
* ليست لها ساعة محددة ..
وقفنا وسط الزحام وتحت لفح الشمس منتظرين الفرج..فجأة وجدت الحشد يتحرك في سرعة فوضوية ليلتفوا حول سيدة تنزل من سيارتها ..بدا لي منظرها أقرب لنجوم السينما الذين يتزاحم عليهم الناس لمصافحتهم وأخذ توقيعهم ..طبعا لم يكن الأمر ليتم بهذه الصورة فقررت الطبيبة أنها لن توقّع على أية أوراق الا في المدرج ..
تحرك (الموكب) الى المدرج واتخذت مقعدي الى جوار صديقي .. بدأ كل طالب في التحرك حيث تملأ الطبيبة بعض البيانات وتتحدث اليه ببضع كلمات ثم يغادر..
كانت قد مرت ثلاث ساعات أو تزيد عندما حان دوري ووقفت أمامها لتسألني :
" لماذا أجلت امتحانك "
أجبت " لم أكن جاهزا وخفت ألا أجيب بشكل جيد "
كتبت كلمات في ورقة أمامها أظن من بينها (قلق) أو (خوف) لا أذكر تحديدا ..كل ما أذكره أنها بذلك تيقنت من (مرضي النفسي) الذي منعني من دخول الامتحان - الذي كان قد مر عليه أسبوع - ..خرجت وأنا أتنفس الصعداء مشفقا على بقية (المرضى النفسيين) الذين لا يزالون في انتظار دورهم ..
أتذكر الاّن كلمات د.أحمد عكاشة الطبيب النفسي الشهير حين قال ان نزلاء مستشفيات الأمراض النفسية يمثلون فقط 0.5%من مجمل المرضى أما الباقون 99.5 % فهم يعيشون بيننا ولا أحد يشعر بهم ..بالفعل الكثيرون في هذا المكان في حاجة لأن (يحولوا نفسية)
ملحوظة: تغير هذا النظام فيما بعد وأصبح التأجيل مسموحا به دون عذر مرضي..مجرد كتابة الطلب ودفع الرسوم ينهي الأمر..لا أعرف كيف كان سيبدو الوضع لو أن النظام لم يتغير وعلمت به هيئة الاعتماد ..أظن (كافيتريا الاعتماد )ستكون الملاذ الوحيد في هذه الحالة..
١٥/٣/٢٠٠٨
00ورابعنا دنقل
٩/٣/٢٠٠٨
الجنة على عجلات
أوتدري بما جرى ؟
أوتدري دمي جرى
اخذت يقظتي ولم
تعطني هدأة الكرى
جذبتني من الذرى
ورمت بي الى الثرى
شعر00كامل الشناوي
قصيدة00لست قلبي
" ابعت لي سلام 00قول أي كلام
من قلبك أو من ورا قلبك
مش يبقى حرام 00أسهر وتنام
وتفوتني أقاسي نار حبك "
صدح صوت عبد الحليم حافظ من مسجل السيارة فأغمضت عينيها وتنفست بعمق00تحب دائما أن تبدأ رحلتها اليومية مع صوته مجردا فتغلق الزجاج وتغمض عينيها فلا يبقى لحواسها من العالم الا صوته00فتحت عينيها وقد أشرق وجهها وبدأت في التحرك بالسيارة على مهل00
"خد عين مني وطل عليا
وخد الاتنين واسأل فيا
من أول يوم
راح مني النوم"
ينتظرها يوم طويل من العمل 00حاولت أن تحصل على اجازة لأيام تسافر خلالها حيث البحر الذي تعشقه ، تخنقها حرارة الصيف وترسب على وجهها ملامح الضجر ؛ لكن رئيسها -ذلك الرجل الأنيق دائما والهادئ بحزم لم يوافق:
"ضغط العمل شديد في هذه الفترة 00لا يمكن أن أسمح باجازات الا لأسباب قهرية "
كيف تشرح له أن خلوة بنفسها وحديثا الى البحر هو سبب قهري بالنسبة لها ؟ تذكرت الموقف وعاد صوته الرصين ذو النبرة التي لا تتغير الى أذنيها مختلطا بأبواق السيارات التي بدأت في التزاحم والتي لم يفلح اغلاق الزجاج ولا صوت مكيف الهواء في منعها00رفعت صوت المسجل:
"حرام نسكت على قلوبنا
حرام الشوق يدوبنا "
ابتسمت وداعبت خصلات شعرها البني الداكن وهي تكمل :
"بلاش نهرب
بلاش نتعب
تعالى نحب ونسلّم
بأمر الحب"
"أخيرا حانت لحظة المغادرة !"
ودّعت منى واستدارت متجهة الى البيت
" بلاش عتاب يا حبيبي
بلاش عتاب "
تحرك هذه الأغنية شجونها دائما 00وتعيدها الى ذكرى حب لم يكتمل وجرح خرجت به لا يفتأ ألمه يصحو أحيانا رغم مرور 3 سنوات
"والجرح القاسي طاب
ما صدقت انه طاب يا حبيبي "
تعود صورة (خالد) تتصدر المشهد من جديد ، ترى ابتسامته الطفولية المحببة واشارات يديه المتكررة عندما يتحدث00
" واّمنتك على راحة بالي
راحة بالي00وعلى فرحة قلبي"
تفكر ان كان يتذكرها أحيانا أم أنه يمارس حياته كأن شيئا لم يكن ، وهل يندم على تركه لها أم000لكن أفكارها تقطع فجأة على صوت ارتطام وتهتز بها السيارة ليصطدم ظهرها بالمقعد 00تفتح الباب وتخرج ليعاجلها صراخ قائد السيارة السوداء التي تهشم جانبها الأيمن من الأمام 00تزيغ نظراتها ما بين السيارتين ويحمر وجهها انفعالا وتتسارع ضربات قلبها في عنف
"ضغطت على بوق السيارة ثلاث مرات وأنرت الاشارة وأشرت لها بيدي كي تتوقف دون فائدة "
قالها الرجل وهو يتحدث الى أحد المارة الذي حاول تهدئته
" هل تقود وهي نائمة؟"
" ولكنك أيضا تسرعت بالمرور وكان يمكن أن تنتظرها "
" أهواك وأتمنى لو أنساك
٤/٣/٢٠٠٨
اعذروا جهلي !
يا حلاوة الشعب
وهو بيهتف باسم حبيبه
مبروك ع الشعب
خلاص السعد حيبقى نصيبه
واحنا اخترناك
وحنمشي وراك
شعر00صلاح جاهين
أغنية00احنا الشعب
قبل أن يخرج علينا بفكرته الألمعية وثورته القاهرة ، ويقرر أن يلغي الحكومة لأنها لا تخدم الشعب ويترك الشعب يحكم مباشرة دون وساطة 00قبلها بيوم واحد فقط كانت لي معه هذه المغامرة00
هاربا من الحديث المتواصل والصور المتلاحقة لمأساة غزة أخذت أدور بين القنوات المختلفة دون هدف 00توقفت عند احدى الفضائيات الليبية وشد انتباهي الأغنيات والجو الاحتفالي الذي يناقض ما كنت أراه منذ لحظات 00لم تكن القناة تعرض الا أغنيات وطنية في وسط الشاشة ، وعبارات تتغير تباعا على أطرافها 0ما فهمته أنها احتفالات بمناسبة الثاني من مارس 00واعذروا جهلي فأنا لا أعرف أي عيد هذا 00هل هو عيد ثورة الفاتح مثلا ؟ كانت العبارات تقول :" عيد الحرية " ، " الفاتح فجر الحرية " ، "يوم حصول الجماهير على سلطتها " 00أعرف أن العقيد معمّر القذافي قام بثورة الفاتح سنة 1969 وأصبح يحكم ليبيا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ، وأسمع عن الكتاب الأخضر الذي ألّفه القذافي ويعنبر أقرب للدستور في ليبيا ؛لكنها كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها فقرات من الكتاب00
يرى الكتاب الذي يقدم الحلول الجذرية لمشكلات الدكتاتورية في العالم -كما كان مكتوبا على الشاشة - يرى أن كافة أنظمة الحكم في العالم غير ديمقراطية ، فالنظم الشمولية ذات الحزب الواحد هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية -وهذا ما كنت أعرفه- أما النظم ذات الأحزاب المتعددة فهي أيضا ليست ديمقراطية حقة 00فحكومة الحزب لا تمثّل الا الحزب والمجالس النيابية المنتخبة لا تضم سوى الأغنياء الذين يدفعون الرشاوى للمواطنين لكي ينتخبوهم ، والاستفتاءات غير معبرة عن الواقع لأن المواطن لا يمكنه الا أن يقول (نعم) أو (لا) دون ابداء أسباب أو مقترحات00وبالتالي فان أوراق الانتخابات التي تلقى في صناديق الاقتراع كالأوراق التي تلقى في صناديق القمامة ، والأحزاب هي ادوات الدكتاتورية الحديثة 00وفكرة التمثيل النيابي قديمة قدّمها المفكرون والفلاسفة كأقصى ما يتمنّون أيام كانت الشعوب تساق كالقطيع
00ثم يعطي الكتاب الحل الجذري لكل هذه المشاكل 00ويضع الأسس التي قامت عليها الجماهيرية الليبية -أول جماهيرية في التاريخ-وهي ان الشعب سوف يحكم نفسه بنفسه عن طريق المؤتمرات الشعبية التي تنبثق عنها لجان شعبية حيث انه"لا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية "!والحقيقة أنني-واعذروا جهلي- لم أكن أعرف شيئا من ذلك00وطالما تساءلت عن سبب تسمية ليبيا بالجماهيرية وليس الجمهورية 00لكنني قد عرفت الأسرار في هذا العيد السعيد ،وعرفت كيف أتى العقيد القذافي بأفكاره الرائدة والرائعة التي كنت أستغربها من قبل -كالولايات المتحدة الأفريقية مثلا - كما عرفت كيف ظل القذافي يحكم ليبيا 39 عاما وكيف قادتها أفكاره لأن تصبح قوة اقتصادية وعلمية وعسكرية ذات مهابة في العالم 00وأنا في هذه اللحظة أحب أن أذكر بكل خير والد الأخ العقيد معمر القذافي الذي كان عبقريا ومكشوفا عنه الحجاب حين اختار لابنه هذا الاسم الهادف والمعبّر "معمّر" !
خرجت من جو الكاّبة الذي كنت فيه وجعلت أردد بابتهاج مع الأغنية الليبية على الشاشة
"عقبال مية عام
وانت كما انت شامخ
عقبال مية عام
يا سيد الغوالي
وانت اللي قايدنا "
وأغربت في الضحك وأنا أذكر سؤال المذيعة في البرنامج الذي كنت أشاهده عن غزة عما اذا كان هناك أمل في موقف عربي00