أوتدري بما جرى ؟
أوتدري دمي جرى
اخذت يقظتي ولم
تعطني هدأة الكرى
جذبتني من الذرى
ورمت بي الى الثرى
شعر00كامل الشناوي
قصيدة00لست قلبي
" ابعت لي سلام 00قول أي كلام
من قلبك أو من ورا قلبك
مش يبقى حرام 00أسهر وتنام
وتفوتني أقاسي نار حبك "
صدح صوت عبد الحليم حافظ من مسجل السيارة فأغمضت عينيها وتنفست بعمق00تحب دائما أن تبدأ رحلتها اليومية مع صوته مجردا فتغلق الزجاج وتغمض عينيها فلا يبقى لحواسها من العالم الا صوته00فتحت عينيها وقد أشرق وجهها وبدأت في التحرك بالسيارة على مهل00
"خد عين مني وطل عليا
وخد الاتنين واسأل فيا
من أول يوم
راح مني النوم"
ينتظرها يوم طويل من العمل 00حاولت أن تحصل على اجازة لأيام تسافر خلالها حيث البحر الذي تعشقه ، تخنقها حرارة الصيف وترسب على وجهها ملامح الضجر ؛ لكن رئيسها -ذلك الرجل الأنيق دائما والهادئ بحزم لم يوافق:
"ضغط العمل شديد في هذه الفترة 00لا يمكن أن أسمح باجازات الا لأسباب قهرية "
كيف تشرح له أن خلوة بنفسها وحديثا الى البحر هو سبب قهري بالنسبة لها ؟ تذكرت الموقف وعاد صوته الرصين ذو النبرة التي لا تتغير الى أذنيها مختلطا بأبواق السيارات التي بدأت في التزاحم والتي لم يفلح اغلاق الزجاج ولا صوت مكيف الهواء في منعها00رفعت صوت المسجل:
"حرام نسكت على قلوبنا
حرام الشوق يدوبنا "
ابتسمت وداعبت خصلات شعرها البني الداكن وهي تكمل :
"بلاش نهرب
بلاش نتعب
تعالى نحب ونسلّم
بأمر الحب"
"أخيرا حانت لحظة المغادرة !"
ودّعت منى واستدارت متجهة الى البيت
" بلاش عتاب يا حبيبي
بلاش عتاب "
تحرك هذه الأغنية شجونها دائما 00وتعيدها الى ذكرى حب لم يكتمل وجرح خرجت به لا يفتأ ألمه يصحو أحيانا رغم مرور 3 سنوات
"والجرح القاسي طاب
ما صدقت انه طاب يا حبيبي "
تعود صورة (خالد) تتصدر المشهد من جديد ، ترى ابتسامته الطفولية المحببة واشارات يديه المتكررة عندما يتحدث00
" واّمنتك على راحة بالي
راحة بالي00وعلى فرحة قلبي"
تفكر ان كان يتذكرها أحيانا أم أنه يمارس حياته كأن شيئا لم يكن ، وهل يندم على تركه لها أم000لكن أفكارها تقطع فجأة على صوت ارتطام وتهتز بها السيارة ليصطدم ظهرها بالمقعد 00تفتح الباب وتخرج ليعاجلها صراخ قائد السيارة السوداء التي تهشم جانبها الأيمن من الأمام 00تزيغ نظراتها ما بين السيارتين ويحمر وجهها انفعالا وتتسارع ضربات قلبها في عنف
"ضغطت على بوق السيارة ثلاث مرات وأنرت الاشارة وأشرت لها بيدي كي تتوقف دون فائدة "
قالها الرجل وهو يتحدث الى أحد المارة الذي حاول تهدئته
" هل تقود وهي نائمة؟"
" ولكنك أيضا تسرعت بالمرور وكان يمكن أن تنتظرها "
" أهواك وأتمنى لو أنساك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق