يوم جديد
يا حلاوة الشعب
وهو بيهتف باسم حبيبه
مبروك ع الشعب
خلاص السعد حيبقى نصيبه
واحنا اخترناك
وحنمشي وراك
شعر00صلاح جاهين
أغنية00احنا الشعب
قبل أن يخرج علينا بفكرته الألمعية وثورته القاهرة ، ويقرر أن يلغي الحكومة لأنها لا تخدم الشعب ويترك الشعب يحكم مباشرة دون وساطة 00قبلها بيوم واحد فقط كانت لي معه هذه المغامرة00
هاربا من الحديث المتواصل والصور المتلاحقة لمأساة غزة أخذت أدور بين القنوات المختلفة دون هدف 00توقفت عند احدى الفضائيات الليبية وشد انتباهي الأغنيات والجو الاحتفالي الذي يناقض ما كنت أراه منذ لحظات 00لم تكن القناة تعرض الا أغنيات وطنية في وسط الشاشة ، وعبارات تتغير تباعا على أطرافها 0ما فهمته أنها احتفالات بمناسبة الثاني من مارس 00واعذروا جهلي فأنا لا أعرف أي عيد هذا 00هل هو عيد ثورة الفاتح مثلا ؟ كانت العبارات تقول :" عيد الحرية " ، " الفاتح فجر الحرية " ، "يوم حصول الجماهير على سلطتها " 00أعرف أن العقيد معمّر القذافي قام بثورة الفاتح سنة 1969 وأصبح يحكم ليبيا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ، وأسمع عن الكتاب الأخضر الذي ألّفه القذافي ويعنبر أقرب للدستور في ليبيا ؛لكنها كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها فقرات من الكتاب00
يرى الكتاب الذي يقدم الحلول الجذرية لمشكلات الدكتاتورية في العالم -كما كان مكتوبا على الشاشة - يرى أن كافة أنظمة الحكم في العالم غير ديمقراطية ، فالنظم الشمولية ذات الحزب الواحد هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية -وهذا ما كنت أعرفه- أما النظم ذات الأحزاب المتعددة فهي أيضا ليست ديمقراطية حقة 00فحكومة الحزب لا تمثّل الا الحزب والمجالس النيابية المنتخبة لا تضم سوى الأغنياء الذين يدفعون الرشاوى للمواطنين لكي ينتخبوهم ، والاستفتاءات غير معبرة عن الواقع لأن المواطن لا يمكنه الا أن يقول (نعم) أو (لا) دون ابداء أسباب أو مقترحات00وبالتالي فان أوراق الانتخابات التي تلقى في صناديق الاقتراع كالأوراق التي تلقى في صناديق القمامة ، والأحزاب هي ادوات الدكتاتورية الحديثة 00وفكرة التمثيل النيابي قديمة قدّمها المفكرون والفلاسفة كأقصى ما يتمنّون أيام كانت الشعوب تساق كالقطيع
00ثم يعطي الكتاب الحل الجذري لكل هذه المشاكل 00ويضع الأسس التي قامت عليها الجماهيرية الليبية -أول جماهيرية في التاريخ-وهي ان الشعب سوف يحكم نفسه بنفسه عن طريق المؤتمرات الشعبية التي تنبثق عنها لجان شعبية حيث انه"لا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية "!والحقيقة أنني-واعذروا جهلي- لم أكن أعرف شيئا من ذلك00وطالما تساءلت عن سبب تسمية ليبيا بالجماهيرية وليس الجمهورية 00لكنني قد عرفت الأسرار في هذا العيد السعيد ،وعرفت كيف أتى العقيد القذافي بأفكاره الرائدة والرائعة التي كنت أستغربها من قبل -كالولايات المتحدة الأفريقية مثلا - كما عرفت كيف ظل القذافي يحكم ليبيا 39 عاما وكيف قادتها أفكاره لأن تصبح قوة اقتصادية وعلمية وعسكرية ذات مهابة في العالم 00وأنا في هذه اللحظة أحب أن أذكر بكل خير والد الأخ العقيد معمر القذافي الذي كان عبقريا ومكشوفا عنه الحجاب حين اختار لابنه هذا الاسم الهادف والمعبّر "معمّر" !
خرجت من جو الكاّبة الذي كنت فيه وجعلت أردد بابتهاج مع الأغنية الليبية على الشاشة
"عقبال مية عام
وانت كما انت شامخ
عقبال مية عام
يا سيد الغوالي
وانت اللي قايدنا "
وأغربت في الضحك وأنا أذكر سؤال المذيعة في البرنامج الذي كنت أشاهده عن غزة عما اذا كان هناك أمل في موقف عربي00
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (٢):
عندما دعوتني لقراءة موضوعاتك المنشوره على هذا الموقع الموقر لم اكن اتصور انني ساقرأ موضوعا بهذه الحبكه الرائعه والاسلوب والفكر المتميز حيث اني لم اقرأ لك سابقا ولكن وعدي لك اني سأكون متتبعا لكتاباتك الرائعه - واعذر جهلي-
د. أثير
صديقي العزيز أثير00لا أعرف ماذا أقول وقد أخجلتني بذوقك00يسعدني أن تقرأ لي دائما وتعلق على ما أكتب 00أشكرك جدا
إرسال تعليق