يوم جديد
وداعا لما سوف يأتي
به الوقت بعد قليلٍ
وداعا
وداعا لما سوف تأتي
به الأمكنهﹾ
تشابه في الليل ليلي..
وفي الرمل رملي..وما عاد قلبي مشاعا
وداعا لمن سأراها بلادﴽ لنفسي
لمن سأراها ضياعا
شعر..محمود درويش
قصيدة..وداعا لما سوف يأتي
أية ذاكرة تعيسة تلك التي أملكها ؟ تذكرني بداية أغسطس بمرور عام على المدونة وأنسى أنها ذكرى وفاة الكبير عبد الوهاب مطاوع ..أيكون ذلك لأننا دائما نهتم بأنفسنا أكثر من اﻵخرين ؟ لكن من قال ان هذا الرجل كان بالنسبة لي واحدا من (اﻵخرين) ولم يشكل جزءا من نفسي ؟ أعادني الى رشدي ما كتبه خيري رمضان الذي أخذ مكان الأستاذ في بريد الجمعة..وهو يذكر قراءه بأن ذكراه تحل في هذه الأيام..
حسنا..ما عساي أقول؟ هل أتكلم عن مكانة الرجل لدى قرائه؟ هل أحكي عن قيمته وقامته؟ الكل يعرف هذا..في الحقيقة سأتحدث عن نفسي..عما فعله هذا الرجل من أجلي ..
أول ما عرفت عبد الوهاب مطاوع كان – كأغلب الناس- من بريد الجمعة في الأهرام ، في بادئ الأمر كنت أقرأ الرسائل فقط دون رده عليها ، لكن بعدها بدأت أقرأ ردوده وجذبتني لغته السلسة والجميلة دون تعقيد ، وأفكاره المرتبة والمنطقية فصرت أقرأ له بانتظام ..
وعندما بدأت أهتم بالقراءة منذ 5 سنوات اشتريت كتابا له بعنوان(صور من حياتهم) عبارة عن مجموعة قصصية ..ثم أخذني البحر الى الأعمق حتى وصلت الى 18 كتابا ولا تزال الرحلة مستمرة ..كتب الأستاذ هي ﺇما تجميع لبعض رسائل بريد الجمعة وردوده عليها أو مجموعات قصصية أو عدد من مقالاته الأدبية والانسانية المطولة – والنوع الأخير هو المفضل لي - ﺇضافة لأدب الرحلات ..
يمتلك هذا الرجل قدرة فريدة على الحكي الجذاب تجعلك تقرأ فصوله الطويلة بشغف حتى الكلمة الأخيرة ، كما أن ثقافته الواسعة في الأدب العربي والعالمي والتاريخ وعلم النفس والدين تملأ جعبته بالكثير من الحكايا التي
يقدمها بحسه الانساني الرفيع ..كنت في حاجة ﺇليه ..في حاجة الى أفكار عقلانية واعية يقولها صاحبها وهو مؤمن بها ومستند ﺇلى خبرة كبيرة بالحياة والبشر بينما كان وعيي وثقافتي في بدايات التكوين ..أذكر كتابه الرائع ( قدمت أعذاري ) يجمع فيه بعض مقالاته الدينية في مجلة الشباب التي كان يكتبها في رمضان ، وهي مقطوعات شديدة الجمال والعذوبة لا تخرج ﺇلا من ﺇنسان كالأستاذ ، هذا الكتاب الذي قرأته أكثر من مرة أثر فيّ بشدة خاصة أنني عرفته في فترة الحيرة والشكوك بين ماهية التدين الصحيح وبين المغالاة والتشدد ..
ما أقوله ﺇن عبد الوهاب مطاوع لم يكن فقط ﺇنسانا كبيرا على مستوى الأخلاق والأفكار ولكنه كاتب كبير على مستوى الحرفة واﻹمتاع الأدبي ، ومثقف كبير أيضا
طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ، وأبقاه لي (صديقا) ومرشدا لا يبخل بعلمه.. ومثلا يحتذى حين تعز الأمثال..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٣ تعليقات:
الاخ الكريم أحمد
لك عندي واجب تدويني الرجاء الذهاب لمدونتى للاطلاع عليه و فى انتظار اجابتك سريييييعا
اسفه لخروجي عن النص ولي راجعه اكيد
-------------
اصدقائي الاعزاء
يشرفني ان ادعوك للحضور حفل توقيع العدد الثاني من سلسله مدونات مصريه للجيب
وهو تحت اسم مصر في قطعة جاتوة
وسيقام يوم السبت الموافق 23-8 في ساقية الصاوي بقاعة بستان النيل من الساعه 7 الي 9
ويحتوي الكتاب علي مشاركتكم في حاله الحوار التي دارت حول التعليم بمدونه انا وصاحبي وسيتم نشر تعليقاتكم وارائكم في هذا الموضوع فيما كانت تحتوي علي افكار واراء جديره بالنشر مع اسم صاحبها
نتمني وجودكم في الحفل ونرجو الدعايه له من خلال مدوناتكم بنشر ميعاد ومكان حفل التوقيع
ليتم دعوه اكبر عدد من المدونين لكي نتشارك جميعا في الاحتفال بهذا الحلم الجميل
اتمني وجودكم معانا
وهذه دعوه عامه لكل المدونين لحضور الحفل المرتقب
تحياتي
الصديقة صمت المكان*صخب الكلام..
أهلا بك في المدونة وسأجيب على الواجب..ولو أنني نسيت مسألةالواجبات هذه من زمن!
***************
أهلا بك يا ايناس..
عرفت بالفعل بحفل التوقيع وسأحاول حضور هذه التجربة الجميلة..
شكرا لك..
إرسال تعليق