يوم جديد
يأسك وصبرك بين ايديك وانت حر
تصبر ما يصبر الحياة راح تمر
أنا دقت من ده ومن ده عجبي لقيت
اليأس مر وبرضك الصبر مر!00
عجبي
من رباعيات صلاح جاهين
بخطوات جادة00قطعت وصديقي الممر الذي يفضي في نهايته الى غرفة العميد، انعطفنا يسارا الى غرفة مدير مكتبه كي نخبر سكرتيرته برغبتنا في مقابلته00لم أكن أرتاح لهذه الفتاة بعد أن اصطدمت بها 4 أو 5 مرات في الأيام السابقة من أجل مقابلة العميد
كانت ردودها في كل مرة تغريني بتحطيم أحد الأشياء التي فوق مكتبها أو كسر هاتفها المحمول الذي لا تكف عن العبث به طوال الوقت
العميد مشغول الاّن00ليس موجودا 00لا أعرف متى يأتي 00تعال غدا00ليست له مواعيد00لماذا تريد مقابلته؟00
انتظروا حتى يخرج الأستاذ عادل من عند العميد00قالتها وأشارت بيدها نحو المقاعد00جلست وصديقي في مقعدين متجاورين00كانت الغرفة تحتوي على مكتبين تجلس الى أحدهما السكرتيرة والاّخر خال ، لفت نظري في الغرفة باقات الورد الكثيرة التي وضعت فوق الخزانة00غالبا أتى بها أصحابها لتهنئة العميد -الجديد- بتوليه العمادة00هناك صورة كبيرة أيضا للعميد السابق وهو يتلقى تكريما ما00جيد أنها لم ترفع مع قدوم العميد الجديد 00كان يجلس قبالتي رجل جاوز الستين على الأغلب00وسيدة تبدو في أواخر الأربعينات00رفعت السكرتيرة سماعة الهاتف وبدأت تتحدث بصوت خافت جدا حتى أنني لم أسمع شيئا مما تقوله رغم أن مقعدا واحدا كان يفصلنا00تشاغلت وصديقي عن الانتظار بحديث قصير تافه ثم قام هو لينظر من الشرفة0 أكثر من شهرين مرا ونحن ندور ما بين مكاتب الوكيل ورئيس القسم والكنترول من أجل الحصول على حقنا في درجات لم تحتسب00لم يعد أمامنا سوى اللجوء للعميد 00
السلام عليكم00رددت تلقائيا ورفعت رأسي نحو القادم 00كان رجلا في أوائل الثلاثينات يحمل أوراقا في يديه ، تحدث الى السكرتيرة فأجابته بمثل ما أجابت علينا00انتظر حتى يخرج الأستاذ عادل00لكنه لم يجد مقعدا شاغرا فوقف ينتظر في الممر00المرة الوحيدة التي تمكنت فيها من مقابلة العميد كانت منذ 3 أيام وهو خارج من مكتبه00استوقفته وعرضت عليه المشكلة فأبدى اهتماما -على غير ما توقعت- وضرب لنا موعد اليوم00وها نحن ننتظر لكن لا شيء مبشرا يلوح في الأفق00الرجل المسن الجالس قبالتي لم يحتمل الانتظار أكثر من ذلك وطلب من السكرتيرة أن يترك لها طلبه كي تعرضه على العميد00وافقت بدون اهتمام يذكر وعادت لتتحدث في الهاتف00لكنها تركته حين أتى صوت من الخارج ينادي :سوزان00أين دكتور سيد ؟00كان صاحب الصوت رجلا في منتصف الخمسينات من العمر00ردت عليه السكرتيرة : لا أعرف لم يأت الى الاّن00دخل الرجل وأخذ أوراقا من المكتب الخالي00هو الموظف الثاني اذن ،وخرج مرة أخرى ثم دخل شاب في العشرينات وتحدث مباشرة الى سوزان00واضح أنه موظف هنا أيضا00ظلا
يثرثران بحديث عن قريبه الذي دخل المستشفى والأطباء الذين ذهب اليهم ثم تشاغلت سوزان بالعبث في هاتفه المحمول بعض الوقت عاد الموظف صاحب المكتب مرة أخرى وقال لسوزان معاتبا : لقد اتصلت بالدكتور سيد ، هل تعرفين أين هو ؟ انه في الداخل مع العميد !00ردت سوزان : معقول ! لم أره عندما دخل! 00تابعت حديثهما وسقط في يدي 00تؤدي عملها باتقان فعلا00
دخل الرجل-الموظف صاحب المكتب- الى مكتب العميد بينما كان الشاب الثلاثيني صاحب الأوراق يعود للغرفة ويقول لسوزان :سوف أعود غدا00ثم أضاف ضاحكا: أتمنى ألا يحال موضوعي الى ما بعد العيد ! 00ها هو اّخر يمضي يائسا00المشكلة أنه لم يعد لديّ خيار سوى اللجوء للعميد في حل مشكلتي وليس في يدي شيء سوى الانتظار00عاد الموظف صاحب المكتب وجلس الى مكتبه 00عاجله الموظف الشاب قائلا : متى نغادر ؟ لقد مللت العمل !00نظر اليه الرجل معاتبا وقال لسوزان : قولي له شيئا يا سوزي00قالت أنا أيضا مللت وأريد المغادرة00رد الموظف الكبير : أنت أيضا ! لم تحضرا الا في الحادية عشرة ! لكنها ردت عليه : لماذا لا تتحدث اليه-أظنها تعني العميد-وتخبره أننا سنغادر ؟ 00نظرت في ساعتي وكانت تشير الى الثانية عشرة الا ربعا 00ان 45 دقيقة من الحديث في الهاتف والعبث بمحمول زميلها تدفع الى التعب فعلا00
خرجت وصديقي من الغرفة ووقفنا في الممر00تحدث بكلمات لم أسمعها الى عاملة النظافة الجالسة أمام باب مكتب العميد مباشرة00ثم وجدته يحدثني والغضب يكسو ملامحه : هل تعرف من هو الأستاذ عادل الذي نحن في انتظاره ؟ أجبت : لا أعرفه 00شخص يجتمع بالعميد 00ماذا يهم في ذلك ؟
انه لا يجتمع به بل هو مدير مكتبه00ونحن ننتظر كل هذا الوقت من أجل أن يأذن لنا -سيادته-بمقابلة العميد !!!0
دهشة ممزوجة بسخط عقدت لساني فلم أتفوه بشيء00ووقفت أنا وصديقي واجمين للحظة قبل أن نسمع صوت الباب يفتح وعاملة النظافة تشير الى الرجل الخارج من غرفة العميد قائلة : ها هو الأستاذ عادل00عاجلناه قائلين : نريد مقابلة العميد بخصوص00لكنه قاطعنا باشارة من يده وقال: انتظروا خمس دقائق فقط00وأشار بيده نحو المقاعد00