يوم جديد
وتساءلت اذ مررت بنجد
أطويل طريقنا أم يطول؟
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل
شعر00أبو الطيب المتنبي
منذ شهر مضى ، وبينما كنت اقرا رواية بهاء طاهر الاخيرة واحة الغروب،لفت انتباهي خبر بجريدة المصري اليوم ،عن وزير الزراعة السيد أمين أباظة الذي ضل طريقه أثناء زيارته الى واحة سيوة من اجل تفقد بعض المشروعات الزراعية بالواحة00
تدور احداث رواية بهاء طاهر في نهاية القرن التاسع عشر بعد احتلال الانجليز لمصر00وتحكي عن الضابط محمود عبد الظاهر الذي ترسله السلطات البريطانية مامورا على واحة سيوة00كان ذهابه الى هناك نوعا من العقاب لان السلطات البريطانية رات انه تعاطف مع العصاة_الثورة العرابية_فقررت ارساله في رحلةخطيرة خاصة ان الكثير من القوافل تتعرض للهلاك بان تضل الطريق او تهب عليها الرياح او تلدغ راكبيها الثعابين او تهاجمهم الذئاب والضباع00كل هذا فضلا عن ان اهل الواحة انفسهم يكرهون الحكومة
بسبب الضرائب التي تفرض عليهم ويعاملون الشرطة بعداء شديد لانها تاخذ ثروات الواحة دون وجه حق000
هبت عاصفة شديدة على قافلة محمود راى فيها الموت بعينيه00لكن الغريب انه لم يعد يخاف الموت عندما اقترب منه بشدة بل استراح اليه وتمني ان يذهب اليه سريعا لكن العاصفة انتهت فجاة كما بدات واعادت محمود للحياة مرة اخرى
ضل الوزير طريقه رغم وجود دليل من اهل الواحة ونفد وقود سيارته كما فقد الاتصال بالوزارة ومديرية امن مطروح وظل عالقا في منطقة جبل جهنم ولم ينقذه الا المسئولون في مقر المخابرات العامة لحرس الحدود الذين قلقوا لتاخره وقاموا بعمل مسح ميداني للمنطقة حتى عثروا عليه00
أسلمت الصحراء الواسعة محمود الى تاملاته00فبدا يفكر في نفسه ويتذكر ماضيه وحاول ان يفتش عن ازمته الحقيقية التي تمنع عنه اي احساس بالسعادة والرضا عن حياته00
ترى هل كان الوزير يفكر في في أزمته؟ هل كان يفكر في المبيدات المسرطنة التي تتحدث الصحف عن عودتها الى دخول مصر في عهده؟هل كان يفكر في القطن المصري _الذي كنا نتباهى به_ واصبحنا نسمع انه لم يعد قادرا على المنافسة عالميا؟
واجه محمود الكثير من المشاكل في الواحة وفي علاقته بزوجته الايرلندية وتوصل الى حقيقة ازمته 000كان محمود بعد هزيمة عرابي واعوانه قد تعرض للتحقيق وانكر علاقته بالثورة او مساعدته لها بل زاد ووصف الثوار بالبغاة وذلك لينقذ نفسه من السجن او التسريح من العمل00ظل طوال هذه السنوات يشعر بالجبن والتخاذل00وقرر انه لا يمكن ان يعيش منقسما الى نصف شجاع ونصف جبان وانه كان يجب ان يدافع عن مبادئه مهما كلفه ذلك00لم يستطع ان يتحمل حياته بعد ذلك وقرر الهرب من كل شيء وانتحر بالديناميت الذي فجره في نفسه وفي معبد ام عبيدة0*00
لكن هل وصل الوزير الى حقيقة ازماته؟وهل سيحلها ام انه سيهرب هو الاخر حتى لو اتخذ طرقا اخرى غير الانتحار؟؟
ثم ماذا عن سيوة نفسها؟في القرن التاسع عشر كان اهلها لا يتحدثون العربية ويعتبرون المصريين غرباء وربما غزاة جاءوا ياخذون ثمار الواحة00ترى هل شعرت مصر حقا ان سيوة جزء منها ام انها تلقى التجاهل مثل سيناء والنوبة؟أظنها لا تلقى الاهتمام الكافي بدليل ان احدا من وزراء الزراعة السابقين لم يزر الواحة من قبل _كما يقول الخبر_ كما ان اهل الواحة يشكون من زيادة المياة الجوفية التي تفسد زراعة النخيل والزيتون _التي طالما وصفتها الرواية_ لكن الوزير امين اباظة قد فعلها ووعد بحل مشاكل سيوة
فهل يجد حلولا لواحة الغروب ولنفسه؟ 00
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق