١٧‏/٩‏/٢٠٠٧

أصداء السيرة الذاتية3


يوم جديد

يا زمانا يمر كالطير مهلا

طائر أنت ؟ويك! قف طيرانك

أهناء الساعات !تجري وتعدونا

عطاشا فقف بنا جريانك

ويك دعنا نمرح بأجمل أيام

ونلقى من بعد خوف أمانك

واذا نحن لذة العيش ذقناها

ومرت بنا فدر دورانك!0

شعر00الشاعر الفرنسي لامارتين

قصيدة البحيرة

ترجمة علي محمود طه

نعود اليوم لاستكمال ما بدأناه عن أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ

سوف نتحدث عن الشيخ عبد ربه التائه الذي تحتل حكاياته وحكمه الثلث الأخير من الكتاب00 عبد ربه التائه رمز للتصوف والحكمة

كان اول ظهوره حين سمعوه ينادي: ولد تائه يا أولاد الحلال 00فقدته منذ سبعين عاما فغابت عني أوصافه_ربما يرمز للطفولة التي شهدت البراءة والسعادة وضاعت منه بعد أن كبر_ يجتمع الشيخ مع اصحابه في كهف بالصحراء حيث ترمي بهم فرحة المناجاة في غيبوبة النشوات كما يقول محفوظ 00حتى وصفوا بالسكارى ووصف كهفهم بالخمارة 00هذا الكهف يقال ان سيدة رائعة الجمال كانت تطوف به وأنها سوف تختار منه قرينها ذات يوم 0جاء كثيرون لكنهم يئسوا أما الشيخ وأصحابه فقد صمدوا للنهاية 00ليس الشيخ عبد ربه صوفيا يكره الدنيا أو يزهد متعها بل هو يحب النساء والطعام والغناء والشعر والمعرفة يقول انها نعم من الملك الوهاب وان محور طريقته هو حب الدنيا وعدوه الهروب00

يحكي الشيخ عبد ربه في قصة: على وشك الهروب00

أغرتني نشوة الطرب ذات مرة بالتمادي في الطرب حتى طمعت أن أثب مرة من الطرب الأصغر الى الطرب الأكبر، فسألت الله أن يكرمني بحسن الختام00عند ذاك همس في أذني صوت:"لا بارك الله في الهاربين" 0

هذا يذكرني بجملة قرأتها لنجيب محفوظ في أحد حواراته مع الكاتب محمد سلماوي حين قال انه قد أعجب بالصوفية لكن هذا الاعجاب لم يجعله زاهدا في الدنيا بل مقبلا عليها ولكن بعد معرفة حقيقية بها00

ثم يحكي عبد ربه في قصة العريس عن مثله الأعلى

رجل طيب تجلت كراماته في المداومة على خدمة الناس وذكر الله ، وفي عيد ميلاده المائة سكر ورقص وغنى وتزوج من بكر في العشرين0 وفي ليلة الدخلة جاءت كوكبة من الملائكة فبخرته ببخور من جبل قاف0

الجزء الأخير من الكتاب يمتلئ بحكم مكثفة للشيخ عبد ربه منها 00

افعل ما تشاء ولكن بشرط ألا تنسى وظيفتك الأساسية وهي الخلافة0

ما أجمل ان ترحل عنها وقد ازداد كل منكما بصاحبه رفعة0

وأحيانا على هيئة ردود على أسئلة الكاتب00

الرحمة

سألت الشيخ عبد ربه التائه: كيف لتلك الحولدث أن تقع في عالم هو من صنع الرحمن الرحيم؟

فأجاب بهدوء: لولا أنه رحمن رحيم ما وقعت!0

ثم نصل الى القصة الأخيرة بعنوان الفرج حيث يتجمع الأصحاب في الكهف لايتخلف أحد وينظر الجميع نحو باب الكهف يقول محفوظ

وفي لهفتنا رأته البصيرة وسمعته السريرة 00شيء من أفكار الصوفية عن تكشف الحجب والوصول الى حقيقة النفس والدنيا أو ربما

هي اشارة لساعة الحشر وتبين الخاتمة0

ليست هناك تعليقات: